قال موقع "العربي الجديد" إن مسؤولين مصريين اجتمعوا بوفد من جماعة الحوثي في القاهرة، ووجهوا له رسالة شديدة اللهجة بشأن المساس بأمن الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر.
ونقل الموقع عن مصادر مصرية وُصفت بالخاصة، بأن مسؤولين بالمخابرات المصرية أكدوا للحوثيين أن القاهرة ستقوم بنفسها بالرد القاسي على أي تهور في هذا الإطار، وأنها مستعدة لرد خشن، في حال تم المساس بأمن المضيق الذي يرتبط بشكل مباشر بحركة الملاحة الدولية في قناة السويس.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع عُقد في القاهرة بين مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، ووفد قيادي حوثي، بدعوة من الجانب المصري، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن، وذلك بعد زيارات من جانب الحكومة الشرعية في اليمن إلى مصر أخيراً.
وبحسب المصادر، فإن المسؤولين المصريين أكدوا أن أي تصرفات حوثية بهدف تقديم الدعم لحلفائهم في اليمن، في الحرب الباردة بين إيران وإسرائيل على حساب أمن حركة التجارة في البحر الأحمر، ستواجه بموقف صارم من جانب مصر، التي نأت بنفسها عن الدخول في أي مواجهات منذ اندلاع الأزمة اليمنية، وبدء الحملة العسكرية لتحالف "دعم الشرعية" بقيادة السعودية.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين في القاهرة سعوا خلال الأيام القليلة الماضية للتوسط بين السعودية والحوثيين، بعد تصاعد الهجمات الحوثية على المناطق الحدودية السعودية، وتلويح بعض القيادات الحوثية أخيراً بتصعيد المواجهات، لتطاول مناطق المصالح الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأوضحت، أن اللقاء شهد مباحثات بشأن تصاعد الهجمات الحوثية الأخيرة على المناطق السعودية عبر الطائرات المسيّرة، ومدى إمكانية التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة اليمنية.
وفي السياق، كشفت المصادر المصرية، عن مخاوف متنامية لدى القاهرة من تسرب طائرات مسيّرة زودت بها إيران أخيراً عدداً من الفصائل المسلحة التي تربطها بها علاقات وثيقة، إلى أيادي العناصر المتشددة في سيناء.
وقالت المصادر "إن اتصالات أمنية جرت أخيراً، بين المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، وقيادات حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين، من أجل الاتفاق بشأن تشديد الإجراءات الأمنية من الجانب الفلسطيني على الشريط الحدودي مع قطاع غزة". وأضافت أن المسؤولين في مصر "شددوا على قيادتي الحركتين بضرورة التأكد التام من عدم تسرب أي من تلك الطائرات للمجموعات التكفيرية في سيناء تحت أي ظرف".
وفي وقت سابق وجهت إسرائيل اتهامات للحوثيين بالضلوع في الهجوم على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في بحر عمان، في أواخر شهر يوليو الماضي، مشيرة إلى أن إيران "استخدمت مليشيات الحوثي في اليمن لمهاجمة السفينة".
وفي 2 أكتوبر الماضي، أصدرت مصر بياناً شديد اللهجة، دانت فيه بأشد العبارات "مواصلة جماعة الحوثي هجماتها على الأراضي السعودية، والتي كان آخرها محاولة استهداف أحياء سكنية، باستخدام طائرة مسيّرة مفخخة". وأكدت في الوقت نفسه "وقوفها بجانب المملكة العربية السعودية في مواجهة استمرار الهجمات"، التي وصفتها بـ"الإرهابية الآثمة التي تمثل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي وتهديداً للأمن والاستقرار بالمنطقة".
وشهدت القاهرة حراكاً على صعيد الملف اليمني خلال الفترة الماضية، بعد زيارة وزير الدفاع اليمني محمد علي المقدشي في نهاية شهر سبتمبر الماضي وعقده لقاءات رفيعة المستوى تضمنت الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع المصري محمد زكي، وتبع ذلك زيارة رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك على رأس وفد وزاري مطلع أكتوبر الماضي، استمرت عدة أيام، التقى خلالها نظيره المصري مصطفى مدبولي، وعدداً من المسؤولين المصريين.