قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن آلاف قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب بالأشهر الأخيرة يحتمل أن يكون مصدرها ميناء "جاسك" في إيران.
جاء ذلك وفقاً لتقرير سري صادر عن الأمم المتحدة يقدم أدلة مفصلة على تصدير إيران الأسلحة إلى اليمن وأماكن أخرى.
وتقول مسودة التقرير التي أعدتها لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن إن قوارب خشبية صغيرة ووسائل نقل بري استُخدمت في محاولات لتهريب أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران، على طول الطرق المؤدية إلى اليمن التي حاول الجيش الأمريكي وقفها منذ سنوات.
ويكشف التقرير نقلاً عن مقابلات مع أطقم القوارب اليمنية وأدوات ملاحة عثر عليها على متن تلك القوارب أنها أقلعت من ميناء "جاسك" الإيراني المطل على بحر عمان.
وكان جاسك ذات يوم ميناء غامضاً يصدِّر الفواكه والخضروات إلى عُمان، ويقع على مدينة ساحلية صغيرة في جنوب شرقي إيران نمت أهميتها الاستراتيجية خلال العقد الماضي.
ثم بدأت عام 2008 استضافة قاعدة بحرية، كما افتتحت السلطات الإيرانية هناك محطة لتصدير النفط العام الماضي.
وبينما يقول مسؤولون أمريكيون إن جاسك استُخدمت نقطةً لانطلاق عمليات الحرس الثوري الإيراني لبعض الوقت، فإن تقرير الأمم المتحدة يقدم أول دليل تفصيلي حول شحنات أسلحة محددة مرتبطة بالميناء.
ويرى التقرير أن استمرار الحوثيين باليمن في الحصول على أسلحة مهربة ساعد في منح الجماعة اليد العليا بالحرب الأهلية التي استمرت سبع سنوات، على الرغم من تدخل قوات التحالف بقيادة السعودية.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء ومينائها الرئيسي الحديدة كما ضاعفوا هجماتهم على مأرب للسيطرة عليها لكونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.
ودعمت إيران علانية الحوثيين في صراعهم باليمن وخارجها ضد أهداف لها في المملكة العربية السعودية والبحر الأحمر، لكنها نفت منذ فترة طويلة تزويد الجماعة بالسلاح. وأبلغت إيران لجنة الأمم المتحدة أن أسلحتها لم يجرِ بيعها أو نقلها أو تصديرها إلى اليمن.
والنتائج التي توصلت إليها لجنة الأمم المتحدة هي جزء من تقرير أوسع عن العقوبات على اليمن اطلعت عليه صحيفة وول ستريت جورنال، ويقدم عرضاً تفصيلياً نادراً لدعم إيران للجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وتلوح تلك القضية في أفق محادثات فيينا التي تهدف إلى إحياء الاتفاق مع إيران للحد من نشاطها النووي، في وقت تدعو فيه إسرائيل وبعض دول الخليج العربي لفرض مزيد من القيود على الدعم الإيراني للجماعات المسلحة.