أثار امتناع دولة الإمارات التصويت في مجلس الأمن الدولي لصالح اتخاذ قرار يدين الحرب الروسية ضد أوكرانيا، الكثير من التساؤلات حول سبب إصرار أبوظبي على خذلان حليفها الرئيس في أصعب المواقف بالنسبة للولايات المتحدة.
وعقد مجلس الأمن جلسة الجمعة، للتصويت على مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وألبانيا بشأن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وصوتت 11 دولة لصالح مشروع القرار، فيما امتنعت الصين والهند والإمارات عن التصويت، في حين استخدمت روسيا حق النقض.
وقال مراسل "سكاي نيوز" البريطانية مارك ستون، إن "حقيقة امتناع الإمارات عن التصويت أمر لافت للنظر وسيؤدي إلى توتر العلاقات مع أمريكا".
من جانبها، أفادت مراسلة صحيفة "التايمز" البريطانية كاثرين فيليب، أن "امتناع الامارات عن التصويت على استنكار غزو أوكرانيا يأتي بعد أن غض الغرب النظر لجرائم الحرب التي ارتكبتها في اليمن من أجل "حليفهم المقرب".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي البريطاني السابق مارك ليال غرانت، إن "المخيب للآمال امتناع الهند والإمارات عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي الذي يستنكر العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا".
الكاتب الأميركي سيث ابرامسن، قال هو الآخر، إن" تصوت الامارات يذكرك بأن أبوظبي تدخلت في انتخابات 2016 لمساعدة مرشح بوتين المفضل ترامب وفعلت ذلك بعد فترة وجيزة من تشكيل شراكة ضخمة مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي". مضيفاً: "الإماراتيون مع بوتين ولا يمكن اعتبارهم حلفاء".
وأضاف: "تكشف جرائم الحرب التي يرتكبها بوتين عن أسوأ الجهات الفاعلة في العالم- بوتين، وشي ، وترامب، ومودي، ومحمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي). هذا الهجوم التاريخي على الأمن العالمي والمبدأ الأساسي للسيادة هو اللحظة المناسبة للناس لإظهار شخصيتهم الحقيقية، وحلفاء ترامب يفعلون ذلك بالضبط".
رئيس وحدة دراسات الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غاوان، علق قائلاً: "لفهم سبب امتناع الإمارات عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن أوكرانيا، ضع في اعتبارك أنها تركز على قرار آخر لمجلس الأمن يطرح الأسبوع المقبل يتضمن عقوبات ضد الحوثيين في اليمن وهي بحاجة إلى دعم روسيا فيه".
بدوره، قال الصحفي في صحيفة "الجارديان" باتريك وينتور، إن "الإمارات سوف تواجه تدقيقا أوسع الآن بعد امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة المذبحة التي ارتكبتها روسيا بحق أوكرانيا".
ويرى مراقبون، أن "الإمارات لن تغفر لإدارة بايدن تراجعها عن الدعم السخي الذي كانت (أبوظبي) تتلقاه من إدارة دونالد ترامب، مشيرين إلى أن تراجع بايدن تجسد في ضغط مستتر لوقف حرب اليمن، وسحب الحوثيين من قوائم الإرهاب، إضافة إلى إبطاء بعض فصول التعاون العسكري مثل صفقة مقاتلات "إف35" المتطورة.