هاجم دبلوماسيون غربيون، أبوظبي إزاء رفضها التصويت ضد روسيا في مجلس الأمن لفرض العقوبات عليها عقب تدخلها العسكري في أوكرانيا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، مساء الإثنين، عن مصدر دبلوماسي غربي قوله، إن الغربيين "أصيبوا بخيبة أمل كبيرة إزاء امتناع الإمارات مرتين، الجمعة والأحد، عن التصويت على قرارات في مجلس الأمن الدولي تتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا".
وأوضح المصدر -الذي قالت الوكالة إنه اشترط عدم الكشف عن هويته- أن هدف هذا الموقف "كان تجنب استخدام روسيا حق النقض" الاثنين، خلال تبنّي القرار الذي يمدد حظر الأسلحة المفروض على الحوثيين في اليمن"، على حد قوله.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي أوروبي آخر قوله: "نحن مستاؤون جداً من الإمارات، ومقتنعون بأنها أبرمت صفقة قذرة مع روسيا مرتبطة بالحوثيين وأوكرانيا".
والجمعة، امتنعت الإمارات والصين والهند عن التصويت على مشروع قرار أمريكي وألباني في مجلس الأمن يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا ويطالب موسكو بسحب قواتها، واستخدمت روسيا -كما كان متوقعاً- حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار.
وقال مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش، في تغريدة الأحد، إن "موقف الإمارات راسخ إزاء المبادئ الأساسية للأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة الدول ورفض الحلول العسكرية".
وأضاف: "نؤمن بأن الاصطفاف والتموضع لن يفضي إلا إلى المزيد من العنف، وفي الأزمة الأوكرانية أولوياتنا تشجيع جميع الأطراف لتبني الدبلوماسية والتفاوض لإيجاد تسوية سياسية تنهي هذه الأزمة".
من جانبه، أكد المحلل السياسي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، أن دولة الإمارات، وبقية دول الخليج ليست مضطرة أساسا لفرض عقوبات على روسيا لغزوها أوكرانيا.
وقال عبد الله في تصريحات لموقع "الحرة" الأمريكي، إن "دول الخليج ليست مضطرة أساسا لفرض عقوبات"، معتبرا أن ذلك "لا يدخل ضمن طباعها ولا حتى جزء من سياساتها الخارجية".
ورفض عبدالله، والذي يوصف بقربه من صناع القرار في أبوظبي، ربط موقف الإمارات بالمصالح السياسية بين الدول، "لاسيما أن هناك مبادئ إنسانية تسود في حالة الاعتداء على سيادة دولة مستقلة".
والأربعاء الماضي، وقبيل الإعلان عن الحرب، ناقش وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "المستجدات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك" وذلك خلال اتصال هاتفي جمعهما، حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وام).
وأكد عبدالله بن زايد على "قوة ومتانة علاقات الصداقة بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية وقيادتي البلدين والحرص على تعزيز آفاق التعاون الإماراتي الروسي في المجالات كافة بما يحقق مصالحهما المتبادلة"، بحسب الوكالة ذاتها.
وتطمح الإمارات التي تقيم علاقات أمنية واقتصادية وعسكرية مهمة مع الولايات المتحدة، إلى لعب دور سياسي أكبر على الساحتين الاقليمية والدولية، عبر تحقيق توازن في مواقفها الخارجية، ودون الاضرار مع روابطها المتنامية مع خصماء واشنطن وعلى رأسهم موسكو.