أحدث الأخبار
  • 10:34 . تشيلسي يفرط في الفوز ويسقط بثنائية أمام فولهام بالدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:30 . صندوق أبوظبي يعلن عن قرض بقيمة 40 مليون دولار لتطوير مطار بالمالديف... المزيد
  • 08:53 . الكويت تعلن سحب أكثر من ثلاثة آلاف جنسية... المزيد
  • 08:25 . انخفاض إيرادات قناة السويس المصرية 60% خلال 2024... المزيد
  • 07:55 . أوكرانيا تتهم روسيا بإسقاط طائرة الركاب الأذرية... المزيد
  • 07:42 . غارات إسرائيلية على مطار صنعاء وميناء الحديدة باليمن... المزيد
  • 06:57 . مجلس التعاون الخليجي يدعو لرفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:51 . "طيران الإمارات" تمدد إلغاء رحلات بيروت وبغداد... المزيد
  • 02:09 . "موانئ أبوظبي" تستكمل دمج أصول شركة "نواتوم"... المزيد
  • 01:23 . تقارير: زوجة الرئيس المخلوع بشار الأسد تعاني بشدة من سرطان الدم... المزيد
  • 12:38 . فرنسا: إنقاذ 107 مهاجرين خلال محاولتهم عبور المانش إلى بريطانيا... المزيد
  • 12:05 . حاكم الشارقة: أهل الخليج تربوا على الوحدة والترابط والأخُّوة الحقيقية... المزيد
  • 11:42 . الذهب يلمع وسط ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية... المزيد
  • 11:11 . البحرين تبدأ استقبال طلبات السوريين الراغبين بالعودة لبلادهم... المزيد
  • 10:56 . الكويت تعلن إجراءات جديدة لملف سحب الجنسية... المزيد
  • 10:50 . استشهاد خمسة صحفيين وغارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بغزة... المزيد

لماذا اصطفت أبوظبي مع موسكو في حربها على أوكرانيا؟ وما هي خفايا العلاقات بين الطرفين؟

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 01-03-2022

فيما يحتشد العالم الغربي ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا، يظهر موقف الإمارات بعيداً عن حلفائها الغربيين ويقترب من روسيا رغم ما يشير إليه المسؤولون الإماراتيون إنهم "محايدون" تجاه الحرب.

وخلال السنوات القليلة الماضية كانت الكثير من الشكوك تحوم حول حجم العلاقات بين البلدين، إضافة إلى حجم العلاقة الشخصية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحاكم الفعلي للإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. لذلك فعمق العلاقات بين موسكو وأبوظبي تكشف توجه الأخيرة الداعم لروسيا في هجوم أوكرانيا.

 

علاقة محمد بن زايد وبوتين

تبادل ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وبوتين الزيارات خلال السنوات القليلة الماضية كما لم يحدث بين البلدين منذ انتهاء الحرب الباردة. زار "محمد بن زايد" موسكو سبع مرات بين (2013-2018)، وزار بوتين أبوظبي في 2019م. وتوالت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في إطار تعميق العلاقات.

وفي 2018 جرى توقيع مذكرة تعاون وشراكة استراتيجية، وقال بوتين إن المذكرة الموقَّعة حول التعاون والشراكة الاستراتيجية ستكون "خطوة جيدة في سبيل دعم العلاقات الثنائية".

وجاء في إعلان الشراكة الاستراتيجية أن "الجانبين يعربان عن عزمهما على تعزيز وتطوير التعاون السياسي الخاص بالقضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنتدى التعاون الروسي العربي والمنصات الأخرى".

بوتين خلال زيارة للإمارات - أكتوبر 2019

قبل يوم واحد من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا أجرى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، لكن البيان الصادر عن الخارجية الإماراتية لم يشر إلى الأزمة في أوكرانيا، وشدد على "تعزيز آفاق التعاون الإماراتي الروسي في مختلف المجالات".

وفي 25 فبراير، وقبل تصويت مجلس الأمن على قرار يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا؛ أعلنت روسيا أن وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان سيزور موسكو في 28 فبراير لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ما اعتبرها غربيون علامة على تقارب أبوظبي مع موسكو في ظل العقوبات والمقاطعة الدولية. ليعتذر الوزير الإماراتي لاحقاً بسبب ما قالت وكالة تاس الروسية إنه "مخالطة مصاب بفيروس كورونا كوفيد-19".

وفشل أعضاء مجلس الأمن في إدانة روسيا، بعد استخدام موسكو حق النقض "الفيتو". لكن الصادم للغرب كان امتناع الإمارات عن التصويت لصالح المقترح الذي تقدمت به واشنطن. في حين أن موسكو ردت "الدين" لأبوظبي يوم 28 فبراير بتأييد مقترحها أمام مجلس الأمن بحظر التسليح على جماعة الحوثي في اليمن، بعد الهجمات القاتلة التي تبنتها في يناير الماضي.

وفسّر دبلوماسيون تصويت روسيا، المقرّبة من إيران التي تدعم الحوثيين، لصالح القرار على أنه ثمرة "اتفاق" بين موسكو وأبوظبي هدفت موسكو عبره الى ضمان امتناع الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن ضد الغزو الروسي لأوكرانيا الخميس الماضي.

في فبراير 2021 أبلغ رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف رسالة شفوية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشيخ محمد بن زايد. قالت وسائل الإعلام إنه شكر من بوتين لولي عهد أبوظبي على إرسال معدات طبية ولقاحات إلى مناطق في القوقاز. وكان بالإمكان عمل بيان كما تصنع الدول، لكن إرسال "قديروف" إلى أبوظبي لإيصال رسالة شفوية يتبين أن العلاقة أكبر من علاقة بين دولتين.

 

التدخل في الانتخابات الأمريكية

اتفق الشيخ محمد بن زايد وبوتين على التدخل في الانتخابات الأمريكية، وهي القضية التي تسببت في تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو، وأكدته تحقيقات المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية بضلوع أبوظبي فيها.

وأشار تقرير مولر إلى أن الشيخ محمد بن زايد رتب اجتماعا في "جزيرة سيشل"  بين مؤسس شركة بلاك ووتر "أريك برينس"، ورئيس صندوق الثروة الروسي السيادي "كيرل ديمترييف" باعتباره ممثلاً عن "بوتين"، وجورج نادر ممثلا لولي عهد أبوظبي لبحث إقامة قناة اتصال سرية بين ترامب وبوتين. وانعقد الاجتماع المثير للجدل في 11 يناير 2017، أي قبل تسعة أيام من تنصيب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة.

 

الاتفاق الإقليمي

على الرغم من أن الإمارات كانت معارضة لبقاء النظام السوري بشار الأسد إلى جانب باقي دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن أبوظبي تراجعت عن ذلك مع زيادة علاقتها مع موسكو. واعترفت الإمارات بشرعية بشار الأسد، وأعادت في 2019 فتح السفارة في دمشق، وتوالت الزيارات الرسمية الإماراتية إلى دمشق، وهو ما أثار غضب واشنطن.

وتقود أبوظبي في الوقت الحالي عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهو أمر مرغوب فيه روسيّاً، وتعارضه واشنطن. كما كانت لها مواقف خارج الاجماع العربي في مجلس الأمن لمعاقبة النظام السوري.

الرئيس السوري بشار خلال استقباله وزير خارجي الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد - نوفمبر 2021 (AFP)

في ليبيا اتفقت الإمارات مع روسيا على دعم هجوم "خليفة حفتر" ضد الحكومة المعترف بها دولياً، ومولت الإمارات المرتزقة الروس "شركة فاغنر" القريبة من الكرملين في تدخلهم في ليبيا. وضغطت أبوظبي لزيارات ولقاءات "حفتر" في موسكو وبحث الاعتراف به، كما موّلت تحسين صورته في الولايات المتحدة، وفي يونيو 2020 ضغطت أبوظبي على واشنطن للتدخل إلى جانب حفتر، بعد الخسائر التي تلقاها في المعارك ضد قوات الحكومة الليبية المعترف بها.

في اليمن وعدت الإمارات روسيا بالوصول إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر بقاعدة عسكرية على الأراضي اليمنية خاصة في جزيرة "سقطرى"، وتوسطت أبوظبي لدى "موسكو" لاستقبال المجلس الانتقالي الجنوبي -الانفصالي- وقيادات حزب المؤتمر الموالين للرئيس اليمني الراحل "علي عبدالله صالح" وعائلته بينهم "طارق صالح" نجل شقيق "صالح" الذي يقود ميليشيا تمولها وتدربها وتسلحها أبوظبي غربي اليمن.

إضافة إلى ذلك تتفق الإمارات وروسيا في سياسات متعددة في آسيا الوسطى، الجمهوريات التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي.

كما يتفق "بوتين" والشيخ محمد بن زايد على أن ثورات الربيع العربي التي برزت في 2011م، تثير الاضطرابات بشكل كبير، ويتفق الرجلان في مهاجمة جماعات ما تعرف بـ"الإسلام السياسي" التي برزت خلال الربيع العربي.

وتولى محمد بن زايد وبوتين مهمة تعريف جديد للإسلام يعتمد على "الصوفية"، وبرز ذلك في مؤتمر غروزني للإسلام السُنّي في أغسطس 2016 والذي أثار غضب معظم العالم الإسلامي بما في ذلك السعودية، لكنه أوضح مدى التقارب الروسي الإماراتي في مواجهة "الإسلام السياسي"، وأبرز ذلك دعم الزعيم الشيشاني رمضان قديروف الذي يعتبر أداة بوتين، وجيّش الشيشانيين للقتال في أوكرانيا.

 

قفزة العلاقات العسكرية

وعلى الرغم من اعتماد أبوظبي على الأسلحة والتدريب الأمريكي/الغربي، إلا أنها في السنوات الأخيرة باتت تعتمد أيضاً على الأسلحة الصينية والروسية. حتى أن الإمارات اشتركت في مشاريع روسية لتطوير أسلحة بما في ذلك قرار غير مسبوق في معرض الأسلحة الدولي آيدكس 2017، بأن يطوروا مقاتلة خفيفة من الجيل الخامس.

وحسب الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية كيريل سيمونوف "فهذه ليست هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها الإمارات على استعداد لتمويل التطورات الروسية في المجال العسكري. في وقت من الأوقات، ظهر نظام بانتسير-اس1 الروسي الشهير بفضل الأموال الإماراتية، وفي عام 2016 دخلت أبوظبي كمشتر لطائرات الهليكوبتر الروسية.

وزيرة الإمارات للتكنولوجيا المتقدمة والمدير العام لمؤسسة الفضاء الروسية يوقعان اتفاقية في مجال الفضاء - أكتوبر 2021

قفزة العلاقات الاقتصادية

في جانب متصل قفز التبادل التجاري بين الإمارات وروسيا خلال العقد الماضي من 897 مليون دولار خلال عام 2013 ليتجاوز خلال الأشهر العشرة الأولى من 2021 أكثر من 4 مليارات دولار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق وزيادة بنسبة 75% عن عام 2020م.

كما ارتفعت عدد الشركات الروسية في الإمارات إلى 124 علامة تجارية وثمان شركات روسية مسجلة في 2013 إلى نحو 576 علامة تجارية و25 وكالة روسية حتى عام 2018. ومن 450 / شركة من ضمنها شركات مشتركة عام 2013 إلى 3 آلاف شركة روسية مسجلة وعاملة في دولة الإمارات في 2019م.

وكما أشار السفير الروسي في الإمارات ألكسندر يفيموف في 2018؛ فإن الجالية الروسية في الإمارات تضم ما يقرب من 25 ألف مواطن روسي و15 ألف مهاجر ناطق باللغة الروسية من دول أخرى. وهو أكثر بكثير من باقي دول مجلس التعاون الخليجي. وتشكل الإمارات بيئة جاذبة للسياح الروس الذين بلغ عددهم خلال عام 2018 نحو 900 ألف سائح.

 

هل يستمر التردد؟

العلاقات العميقة بين أبوظبي وموسكو تفسر الموقف المتردد في اتخاذ موقف يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا رغم المخاوف الأوروبية والأمريكية، الحلفاء الرئيسيين للإمارات.

وقال عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية والمقرب من دوائر صنع القرار في أبوظبي، "لم نعد بحاجة إلى ضوء أخضر من أمريكا أو أي عاصمة غربية أخرى لاتخاذ قرار بشأن مصلحتنا الوطنية، نحن لسنا مع أو ضد - هذا هو الموقف. إذا كانت أمريكا مستاءة، فسيتعين عليهم فقط أن يوازنوا ذلك".

في الوقت الحالي يشير محللون إلى أن الإمارات وباقي دول الخليج في حال طالت الأزمة الأوكرانية الروسية من الصعب استمرارها في سياسة قريبة من موسكو، أو "الحياد"، حسب وصف المسؤولين الإماراتيين؛ إذ سبق وأن وضعت أبوظبي معظم أمورها الأمنية والعسكرية "في سلة الولايات المتحدة".

ويبقى التساؤل ما موقف الإمارات في حال تحوّلت سياسة واشنطن إلى نهج جورج دبليو بوش: "إذا لم تكن معنا فأنت ضدنا"؟ وهو نهج عرفته دول مجلس التعاون والعالم العربي. ويبدو أن الإجابة على ذلك ستكون في وقت قريب مع تصاعد أجواء الحرب الباردة بين روسيا والغرب.