أثارت زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، الجمعة، إلى العاصمة أبوظبي ودبي، غضب الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الأول للإمارات.
وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية رداً على سؤال حول الزيارة التي قام بها الأسد للإمارات “نشعر بإحباط كبير وبقلق من هذه المحاولة الظاهرة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد”.
ووصف برايس الدعوة بـ"المحاولة المكشوفة لإضفاء الشرعية عليه وهو مسؤول عن مقتل ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين وتشريد أكثر من نصف السكان السوريين والاعتقال التعسفي واختفاء أكثر من 150 ألف سوري من الرجال والنساء والأطفال".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية لموقع الحرة الأمركي "كما أكد الوزير بلينكن نحن لا ندعم جهود إعادة تأهيل الأسد. ولا نؤيد قيام الآخرين بتطبيع العلاقات معه وكنا واضحين بهذا الشأن مع شركائنا".
وحث برايس "الدول التي تفكر في الانخراط مع نظام الأسد على أن تتوقف بعناية عند الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام بحق السوريين على مدار العقد الماضي، فضلا عن جهود النظام المستمرة لمنع وصول المساعدات الإنسانية والأمن إلى الكثير من أنحاء البلاد".
وأكد برايس أن "الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات عن سوريا أو تتخلى عنها ولا تدعم إعادة إعمارها حتى يتم إحراز تقدم لا رجوع عنه نحو حل سياسي وهو ما لم نشهده بعد".
وأعرب برايس عن اعتقاده بأن الاستقرار في سوريا والمنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين. وختم "نحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة من أجل حل سياسي دائم".
وتعارض واشنطن جهود تطبيع العلاقات مع الأسد لحين إحراز تقدم صوب حل سياسي للحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف بعد أن تطورت من انتفاضة على حكمه.
وأعلنت وكالة أنباء الإمارات (وام)، مساء الجمعة، أن رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، استقبلا رئيس النظام السوري بشار الأسد، ضمن مساعي أبوظبي الحثيثة لإخراجه من عزلته الدولية.
وقالت الوكالة أن الجانبين أكدا على “وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية إضافة إلى دعم سوريا وشعبها الشقيق سياسياً وإنسانياً للوصول إلى حل سلمي لجميع التحديات التي يواجهها”.
وتزامنت زيارة الأسد مع الذكرى الـ11 لاندلاع الثورة السورية على نظامه في 15 مارس 2011، كما تعد الأولى له إلى بلد عربي منذ ذلك الحين.
وتعتبر هذه الزيارة تدشينا للجهد الكبير الذي تقوده أبوظبي للتطبيع مع النظام، والتي كان آخر مظاهرها زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ، عبد الله بن زايد آل نهيان، في سبتمبر 2021، والتي كانت أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع لدمشق منذ بدء الأحداث الدموية في سوريا، وضم الوفد حينها عددا من المسؤولين.
وتأتي هذه الزيارة أيضا على خلفية مواقف الإمارات من الحرب الروسية على أوكرانيا حيث زار فيها وزير الخارجية عبدالله بن زايد موسكو مرتين، وتم التشديد فيهما على العلاقات الخاصة بين أبو ظبي وموسكو.
وتقود أبوظبي الجهود العربية لإعادة العلاقات الدبلوماسية العربية مع سوريا، وتعمل على تطبيع علاقاتها بشكل وثيق مع النظام السوري، بعد أكثر من عقد من نبذه من المجتمع الدولي بسبب حملته الوحشية على المعارضين وإغراق البلاد في حرب أهلية.