طالبت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة، "لانا زكي نسيبة"، مجلس الأمن الدولي بالتعاون مع جامعة الدول العربية لحل عدد من الأزمات، ومن ضمنها الأزمة السورية.
وقالت "لانا" أمام المجلس، إن "استقرار سوريا يعتبر إحدى ركائز الأمن العربي"، مشيرة إلى وجود "حاجة مُلحّة لإنهاء الأزمة التي تعيشها دمشق منذ 2011".
واعتبرت أن زيارة رئيس النظام السوري "بشار الأسد" لأبوظبي قبل أسبوع، "جاءت في سياق إيمان الإمارات بضرورة وجود دور عربي فعّال لحل الأزمة بدلاً من إدارتها".
وجددت رفض أبوظبي المساس بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها.
وكان النظام السوري الذي عزلته القوى الغربية عن المجتمع الدولي واتهمته باستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه وقاطعته القوى السنية في المنطقة، قد فصل عن الجامعة العربية في نوفمبر 2011 احتجاجا على القمع الشديد للانتفاضة الشعبية.
وقد تمكن رئيس النظام السوري من ترجيح كفة الحرب الأهلية السورية لصالحه، والتي بدأت باحتجاجات مطالبة بالديمقراطية في 2011، بمساعدة جماعات مسلحة إيرانية وبتدخل عسكري كبير من موسكو عام 2015.
والجمعة الماضية، زار "الأسد" الإمارات في أول زيارة له لبلد عربي منذ الحرب السورية، الأمر الذي أثار انتقادا حادا من واشنطن مع إعلان وزارة الخارجية أنها "تشعر بخيبة أمل كبيرة وبقلق" مما وصفته بمحاولة واضحة لإضفاء الشرعية على "الأسد".
وقالت مجلة "إيكونوميست" الأمريكية، إن "استقبال رئيس النظام السوري بشار الأسد في الإمارات، دليل على تراجع التأثير الأمريكي على حلفائها".
ووصفت المجلة في تقرير لها الجمعة، "جاء الربيع لبشار.. الديكتاتور السوري المنبوذ يعود إلى العالم العربي"، الزيارة بأنها "متوقعة وصادمة"، لأن الإمارات قضت السنوات السابقة وهي تقوم بمحاولات تقارب معه.
وبخصوص التوقع، فلفتت المجلة إلى أنه في عام 2018 أعادت الإمارات فتح سفارتها في سوريا، التي أُغلقت مثل بقية السفارات العربية في الأيام الأولى للثورة.
ودعت الإمارات لإعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية، حيث عُلقت عضويتها في عام 2011، لكن الدول الغربية غير راضية، ولم تتغير سياستها الرامية لعزل "الأسد"، والذي قتلت حربه أكثر من نصف مليون تقريبا وشردت 13 مليونا.
وعندما سئل الإماراتيون عن استقبالهم لـ"الأسد"، وأنهم يعززون من قوته، ردوا بسلسلة من مظاهر الفشل الغربي، مثل تراجع الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" عن خطه الأحمر ضد "الأسد" إذا استخدم السلاح الكيماوي عام 2013.
وأضافوا أن بقاء "الأسد" في السلطة، هو في النهاية جاء نتيجة للسياسة الغربية.