أصدر مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة بياناً بإجماع أعضائه أكد فيه "دعمه القوي" للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "في سعيه إلى حل سلمي" للحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
والبيان الذي أعدته النرويج والمكسيك لا يمضي إلى حد دعم وساطة غوتيريش كما نصت صيغة أولى للنص الذي كان موضوع تفاوض منذ الخميس.
وطلب البيان أخيراً من الأمين العام للمنظمة الدولية رفع تقرير بعد تبني البيان.
ولدى سؤاله عمّا دفع روسيا التي تمارس عرقلة منذ فبراير في مجلس الأمن، إلى الموافقة على النص، قال دبلوماسي في تصريح لفرانس برس إن "أهم ما في النص تم سحبه".
ويعكس البيان الذي تمت الموافقة عليه موقفاً موحداً للمرة الأولى لمجلس الأمن منذ 24 فبراير.
وبعيد اندلاع الحرب، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدينها ويطالبها بسحب جيشها نحو الأراضي الروسية.
وفور صدور البيان رحّب به غوتيريش قائلاً: "اليوم وللمرة الأولى، تكلّم مجلس الأمن بصوت واحد من أجل السلام في أوكرانيا"، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.
وتابع الأمين العام "كما قلت مراراً، يجب على العالم الاتحاد لإسكات البنادق، ودعم قيم ميثاق الأمم المتحدة"، مؤكداً أنه سيواصل بذل قصارى جهده لإنقاذ الأرواح وتقليل المعاناة وإيجاد طريق السلام.
ولم تضطلع الأمم المتحدة التي تقضي مهمتها بضمان السلم في العالم، بأي مهمة وساطة محتملة من أجل تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا. ويقتصر تدخلها في هذا البلد والدول المجاورة له على الجانب الإنساني.
وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن غوتيريش سيعود إلى المنطقة يومي الإثنين والثلاثاء وسيزور مولدافيا التي تستقبل نحو نصف مليون لاجئ أوكراني، وسيزور مركزا لاستقبال اللاجئين هناك.
ومنذ منتصف أبريل تسعى الأمم المتحدة إلى إنشاء "مجموعة اتصال إنسانية" هدفها جمع أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة حول طاولة واحدة، من دون تحقيق أي اختراق على هذا الصعيد إلى الآن.
وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك الجمعة "نواصل استكشاف الوسائل لجمع أطراف النزاع ضمن آلية مستدامة ومتّسقة" للبحث في "المسائل الإنسانية من خلال مجموعة اتصال إنسانية"، وأشار إلى أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية البريطاني مارتن غريفيث سيزور الإثنين تركيا "للبحث في هذه المسألة مع السلطات التركية".
واستضافت تركيا في مارس مفاوضين أوكرانيين وروس، وتأمل الأمم المتحدة أن تستضيف البلاد "مجموعة الاتصال الإنسانية" التي تعتزم تشكيلها.