قالت وسائل إعلام أمريكية بارزة، الخميس، إن الرئيس جو بايدن قد يجتمع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال يونيو المقبل، مشيرة إلى إمكانية حضوره قمة خليجية بالعاصمة السعودية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر -لم تسمها- أن اللقاء سيتم في أقرب وقت، وأن مسؤولين في البيت الأبيض يجرون مشاورات مع مسؤولين سعوديين لترتيب اللقاء المحتمل خلال وجود بايدن في المنطقة الشهر المقبل.
كما نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مصادر أن الرئيس الأمريكي قد يلتقي ولي العهد السعودي الشهر المقبل، وذلك على ما يبدو لإنهاء التوتر المتصاعد بين البلدين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أواخر فبراير الماضي.
ونقلت "بلومبيرغ" عن مسؤول في البيت الأبيض أن بايدن قد يزور الشرق الأوسط لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي المقررة في الرياض، خلال يونيو المقبل، وهو نفس الشهر الذي يفترض أن يزور فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي حال جرى اللقاء سيكون نقطة تحول كبيرة في العلاقات بين البلدين، لكونه يعني اعترافاً علنياً من الرئيس الأمريكي بشرعية ولي العهد السعودي، ويعطي أيضاً مؤشراً على تمسك واشنطن بالإبقاء على تحالفها مع المملكة.
وتخيم حالة من التوتر على العلاقات منذ وصول بايدن للبيت الأبيض، مطلع 2021، وذلك بالنظر إلى الانتقادات الحادة التي وجهها للمملكة خلال حملته الانتخابية فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وبعد وصوله للحكم، لم يجر بايدن أي اتصال هاتفي مع "بن سلمان"، فضلاً عن سماحه بنشر تقرير استخباري يثبت موافقة الأخير على اختطاف أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقد قلّص بايدن الدعم الأمريكي للمملكة ضمن جهوده لإنهاء حرب اليمن، لكنه واصل تقديم الأسلحة الدفاعية، وقد أعاد مؤخراً بطاريات صواريخ "باتريوت" لدعم قدرات السعوديين على صد هجمات الحوثيين.
لكن تمسك الرياض بعدم ضخ مزيد من النفط لتهدئة مخاوف السوق العالمي من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على إمدادات الطاقة وحظر الولايات المتحدة وبريطانيا للنفط الروسي دفع واشنطن نحو حلحلة الخلافات.
ومؤخراً، قالت تقارير غربية إن مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز زار الرياض سرّاً، الشهر الماضي، وحاول تصحيح العلاقات مع ولي العهد وإثناء الرياض عن المضي قدماً في شراء صواريخ باليستية صينية.
كما نقلت "وول ستريت جورنال" أن "بن سلمان"، خلال لقائه مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في سبتمبر الماضي، كان غاضباً وطلب عدم فتح موضوع زيادة إنتاج النفط مجدداً، وهو ما نفاه الجانبان لاحقاً.
وخلال حوار مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، قال بن سلمان في مارس الماضي، إنه لا يهتم برأي الرئيس بايدن فيه، وإن على الرئيس الأمريكي أن ينظر إلى مصلحة بلاده، مشيراً إلى أن المملكة هي البلد الأكثر نمواً في العالم.