وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى لبنان، اليوم الخميس، على رأس وفد رفيع المستوى، في أول زيارة من نوعها منذ 15 عاما.

ووصل بن فرحان، على رأس وفد رفيع المستوى، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث كان في استقباله وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب، وسفير المملكة لدى لبنان وليد بخاري.

ومن المطار، توجه بن فرحان مباشرة إلى قصر بعبدا الرئاسي شرق بيروت للقاء الرئيس جوزاف عون، وتهنئته بتوليه مهام منصبه الجديد.

وحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، من المقرر أن يلتقي بن فرحان، مساء الخميس، كلا من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومية وسط بيروت، ورئيس البرلمان نبيه بري، في مقره بمنطقة عين التينة، غربي بيروت.

كما سيلتقي رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، في دارة الأخير بمنطقة قريطم في بيروت. وتحظى زيارة بن فرحان، التي لم يعلن رسميا عن مدتها، باهتمام خاصة في الأوساط الإعلامية والسياسية اللبنانية.

حيث نقلت صحيفة "الجمهورية" (خاصة) عن مصادر وصفتها بـ"الدبلوماسية"، قولها إنّ "زيارة بن فرحان إلى لبنان ترتدي أهمية كبيرة".

وأضافت أن الزيارة "ستكون مناسبة للتأكيد على ضرورة أن تُترجم التغييرات السياسية في لبنان، إلى إصلاحات حقيقية، وأهمية التزام لبنان بمسار الإصلاح والتطلّع إلى المستقبل".

فيما قالت صحيفة "الشرق" (خاصة) إن "الوزير السعودي يسعى للحصول على تعهد بالإصلاح".

وتولى عون وسلام منصبيهما في يناير الجاري، ما يمثل بداية لمرحلة جديدة في بلد غارق في أزمة مالية منذ عام 2019 ويواجه الآن فاتورة إعادة إعمار بمليارات الدولارات.

وأفاد بن فرحان، في حديثه خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الثلاثاء، أن السعودية تعتبر انتخاب رئيس لبناني بعد فراغ دام أكثر من عامين "شيئا إيجابيا للغاية".

وأعرب عن أمله في تشكيل حكومة لبنانية جديدة "في المستقبل المنظور".

وتابع بن فرحان: "يتعين أن نرى عملا حقيقيا وإصلاحا والتزاما بلبنان الذي يتطلع إلى المستقبل، وليس إلى الماضي، حتى نتمكن من زيادة مشاركتنا".

وقبل سنوات، مرت العلاقات السعودية اللبنانية بتوترات بسبب ما قالت المملكة إنه "مواقف لبنانية مناهضة" لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من تنظيم "حزب الله"، عقب الاعتداء على سفارتها في العاصمة الإيرانية طهران مطلع 2016.

فيما تعهد عون، بعد انتخابه في 9 يناير الجاري، بـ"إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، وبناء شراكات استراتيجية مع دول المشرق والخليج العربي".

وأعلن آنذاك أن السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى "إيمانا بدورها التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه، وتأكيدا على عمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الإقليمي".