أحدث الأخبار
  • 07:14 . صحيفة عبرية: "إسرائيل" تجاهلت مطالب الرئيس الإماراتي بتغيير سفيرها... المزيد
  • 06:27 . انخفاض طفيف بأسعار البنزين وارتفاع الديزل في الإمارات خلال أغسطس... المزيد
  • 01:02 . على خلفية تحرش جنسي.. أبوظبي: سفير "إسرائيل" يضر بشرفنا... المزيد
  • 12:57 . قادة القوات البرية الخليجية يبحثون في الكويت تعزيز التكامل الدفاعي... المزيد
  • 12:34 . رئيس الدولة يبحث مع ستارمر جهود تخفيف معاناة غزة والاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 11:52 . كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين وترامب يبتزها بالاتفاق التجاري... المزيد
  • 11:50 . إيران تطالب أمريكا بتعويضات مالية عن الحرب قبل المحادثات النووية... المزيد
  • 11:40 . هل تقف أبوظبي وراء دعم مصانع الكبتاغون السرية في السودان؟... المزيد
  • 11:26 . أكثر من ستة أشهر على اعتقاله التعسفي.. قضية عبد الرحمن القرضاوي تفضح سجل أبوظبي في قمع الحريات... المزيد
  • 11:21 . الاتحاد الأوروبي يفتح تحقيقًا في صفقة استحواذ أبوظبي على "كوفيسترو" الألمانية... المزيد
  • 01:38 . خبراء: تأثير "السوشيال ميديا" يتسبب في زيادة حالات الطلاق بالدولة... المزيد
  • 01:12 . على طريق فرنسا.. بريطانيا تعلن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين وكندا تدرس الخطوة... المزيد
  • 12:05 . إحالة ثمان شركات إلى النيابة لخفض رواتب مواطنين مدعومين من "نافس"... المزيد
  • 12:04 . غداً.. آخر موعد لإعفاء غرامة تأخّر تسجيل ضريبة الشركات... المزيد
  • 12:03 . ترامب: مراكز الطعام في غزة ستبدأ عملها قريبا... المزيد
  • 12:00 . زلزال بقوة 8.8 درجات يضرب شرق روسيا ويتسبب بتسونامي وأوامر إخلاء بعدة دول... المزيد

التأرجح بين الأجيال !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
قلت لصديقتي بعد أن تحدثت طويلاً وباستياء عن جيل الصغار وعلاقتهم بتقنيات التواصل الحديثة، إننا لو قدر لنا أن نكون في عداد هؤلاء الصغار اليوم لفعلنا مثلهم تماما، ولكنا لا تفارق الهواتف الذكية أصابعنا ولانحصرت صداقاتنا واهتماماتنا في الآيباد، ولكان الإنترنت هو صحيفتنا ومحطة التلفزيون التي نشاهدها والكتاب الذي نقرأه، إن الإنسان - كما يقول الفرنسيون ابن تاريخه وهو حتما ابن بيئته وزمنه، وكما أنه لا أحد ينمو خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية، فإنه من الحتمي أن لا أحد يستطيع أن ينشأ خارج سياقات ظروفه ومعطيات جيله، هذا من حيث المنطق لكن ذلك لا يعني قبولنا بكل ما تفرزه الظروف وسياقات الزمن، فهناك أمور خارج قدرتنا على قبولها أو تقبلها !
قلت لها بأن علينا كجيل أن يكون سعيداً وراضياً تماماً فقد عايش عصراً ذهبياً للمعرفة والثقافة، للرموز والشخصيات والأسماء، للأفكار العظيمة التي شكلت السرديات الكبرى في التاريخ كالاشتراكية والشيوعية والثورات الكبيرة مثلا حتى وإن سقطت أو تلاشت تحت عجلة الأحداث الضخمة، نحن جيل قرأ حتى الثمالة مجلات بلا عدد وصحفاً بلا نهاية وكتباً حتى آخر قطرة حبر، قرأ لكتاب عظام وعاصرهم حتى وان لم يلتق بهم، وجمعته الأيام نفسها بأسماء شاهقة لا تصدق من السياسيين والفنانين والرسامين والثوار والشعراء والفلاسفة، وكان لدينا الوقت الكافي دائما لنقرأ ونتأمل ونحلم أحلاماً لم تتسع لها المنامات يوما.

علينا أن نحمد الله أن الزمن الذي كبرنا فيه لم يوفر لنا هذا القدر المترهل من الرفاهية والدلال والمنتجات الحداثية، تاركا لنا هوامش واسعة من الوقت والاهتمامات لأمور أخرى أكثر أهمية وألقا اندفعنا باتجاهها بشغف كبير لأنه لم يكن هناك إنترنت ولا آيباد وهواتف ذكية ومراكز تجارية عملاقة خاطفة للعين وسارقة للروح وشاغلة للعقل، علينا أن نكون راضين جداً لأن معلمينا كانوا مختلفين وكتبنا كانت مختلفة وأمهاتنا وأحياءنا وبيوتنا وعلاقتنا بجيراننا وأقاربنا وأخوتنا وأبناء خالاتنا، مختلفين بمعنى أكثر إنسانية ودفئا وتفاعلا، علينا أن نكون ممتنين لذلك الوقت الذي كان ييمر بنا بطيئا وقادرا على استيعاب كل شيء وكل عمل، فتقول أمي إن الوقت كان مختلفا ويقول جدي إن الذي يشكر الله يبارك له في كل شيء، بينما نقول كلنا اليوم إن الوقت يمر خطفا ويمرق كسهم، بلا بركة !!

نحن جيل قطف كل المتع والإنجازات والأمور العظيمة في الحياة، فقد ولد في مرحلة وعلى أعتاب مرحلة وعاصر من ثم مراحل وأحداث ورأى بأم عينه وكل حواسه كيف يكتب التاريخ أمام ناظريه، وها نحن اليوم وكأننا أبناء هذا الزمن نتعامل مع كل معطياته وأدواته ومبتكراته بسلاسة وقوة ولكن بحكمة محصنين بالامتلاء والشبع والوعي.

الشبع لأن هذا الجوع الذي يبدو في عيون وأصابع جيل اليوم للتقنيات وللتسلية والاستهلاك هو ما يحولهم لأشخاص مستهلكين بامتياز محتكمين لثقافة الأشياء والمنفعة والتراكم المادي، أكثر من أي شيء آخر !

اعتبر أن أغلب الأجيال التي تولد في زمن التسارع الحالي أجيال تستحق الاعتناء والتوجيه اكثر مما تستحق النقد والهجوم، الحكمة تستدعي ذلك.