أحدث الأخبار
  • 09:34 . عشرات المنظمات الحقوقية تحذر من إعدام 33 مصريا في السعودية... المزيد
  • 09:29 . ودائع المقيمين في الدولة تنمو 13.8% بالنصف الأول من 2024... المزيد
  • 09:28 . حاملة طائرات أمريكية ومدمرة تغادران الشرق الأوسط... المزيد
  • 08:53 . استشهاد ستة من موظفي الأونروا بقصف إسرائيلي على مدرسة بغزة... المزيد
  • 08:29 . رئيس الدولة يجري مباحثات مع رئيس مجلس الدولة الصيني... المزيد
  • 07:28 . النهضة التونسية تندد بتأزيم المناخ الانتخابي واستمرار اعتقال السلطات لزمّال... المزيد
  • 07:19 . استقالة قائد وحدة استخبارات بجيش الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:14 . قطر والسعودية تبحثان تعزيز التعاون الأمني... المزيد
  • 12:14 . واشنطن تدعم إنشاء مقعدين دائمين لأفريقيا في مجلس الأمن... المزيد
  • 11:35 . تعيين غنام المزروعي مديراً لمكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية... المزيد
  • 11:32 . سوريا بطلاً لغرب آسيا للناشئين على حساب السعودية... المزيد
  • 11:16 . متغاضية عن اشتراطات حقوق الإنسان.. أمريكا تمنح مصر مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار... المزيد
  • 11:05 . "رويترز": الاتحاد للطيران" تعتزم طرح أسهمها في موعد لا يتجاوز 2025... المزيد
  • 11:04 . "موانئ دبي" تمنح تمويلات بـ 600 مليون دولار للشركات الصغيرة... المزيد
  • 11:02 . "مبادلة للطاقة" توسع منطقة امتيازها في بحر أندامان بإندونيسيا... المزيد
  • 10:58 . لتبرير استمرار التطبيع.. أبوظبي والصحة العالمية تنفذان إجلاء طبياً لـ252 فلسطينياً... المزيد

بوتين الروسي أم السوفييتي ؟

الكـاتب : محمد عبد الله المطوع
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد عبد الله المطوع

يبدو أن الرئيس بوتين يدرك في الوقت الراهن أنه لا توجد قوة في العالم تحول دون فرض رؤيته وأحلامه في إعادة الهيمنة على أجزاء من العالم واستعادة حلم الإمبراطورية الروسية الذي غاب مع انهيار الاتحاد السوفييتي ليعيده القيصر بوتين للحياة من جديد.

وحينما نعود إلى السيرة الذاتية له من الممكن أن يدرك المراقب لما يجري، إن سنوات عمله في المخابرات السوفييتية حينذاك، كان بوتين يحتفظ بالعديد من الملفات السرية سواءً حول الدول أو الشخصيات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.

ومن المؤكد أن حلم الامبراطورية الروسية، لا يزال كامناً في عقله سواء الواعي أو المبطن، وهو من مواليد 7/10/1952 في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حالياً) وقد تلقى تعليمه في المدينة نفسها في مجال القانون في كلية الحقوق عام 1975 وخدم في جهاز أمن الدولة، ومارس عمله السياسي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في العديد من المؤسسات بمساندة من الرئيس السابق بوريس يلتسن، وفيما يتعلق بحياته العائلية فقد طلق زوجته لودميلا بوتينا في يونيو 2013، وكأنه يعلن غلق ملف الماضي من حياته.

وسياسياً معروف عن بوتين أنه من أشد المعارضين للحرب الأميركية على العراق، ومن يدرس حياته يدرك أنه يجيد بل يتقن اللغتين الألمانية والإنجليزية وهو ممن حصلوا على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية.

إن إنساناً لديه تلك القدرات المختلفة بلا شك أن قراراته تأخذ بعين الاعتبار كل العوامل المختلفة وأثرها على الخطوات التي يخطوها سواءً على المجال المحلي أو الإقليمي وحتى العالمي، ومثال ذلك أوكرانيا.

ومع تدهور وانهيار الامبراطورية السوفييتية بات التركيز على الوطن روسيا هو المهم، وخاصة شخص مثل بوتين بما لديه من الروح الوطنية والقومية.

لقد استطاع أن يرسخ بوتين العلاقات الخارجية لروسيا مع العديد من الدول، سواء دول الجوار أو من العالم الغربي والدول العربية دون الأخذ بعين الاعتبار توجهات وأيديولوجيات تلك الدول، لكنه في كل توجهاته كان ينطلق من الروح القومية والانتماء الوطني لروسيا.

تبقى القضية الأساسية وهي المصالح المشتركة وخاصة الاقتصادية. لقد أدرك بوتين أن العالم ذو القطبين أصبح من مخلفات القرن الماضي وأن مد يد الصداقة للآخرين هي الخطوة الأولى لخلق علاقات ذات بعد مصلحي لكلا الطرفين، وإن سباق التسلح قد انتهى ظاهرياً.

ويدرك تماماً أن قوى جديدة في العالم ستظهر في الفترات القادمة، وها هي الصين يبرز نجمها في المجال الاقتصادي مع المحافظة على نظامها السياسي، ولم تعد هنالك معارك فكرية ولا أيديولوجية بين الطرفين. وعلاقات روسيا مع الدول العبية في تحسن مستمر، والرابط بينهم خيوط المصالح المشتركة وفتح الأسواق لكل البضائع، ومنها أيضا الجوانب الثقافية والفنية.

إنه بوتين الروسي بالدرجة الأولى والذي لا يزال يحمل اسم فلاديمير زعيم الثورة البلشفية في بداية القرن الماضي، وتخلص من سمات ستالين ذي النزعة الدموية والاعتماد على القوة، بل خلق جبهة وطنية تضم كافة القوميات والديانات والمذاهب في وطنه الأم روسيا.

إن جولة حالية في ميادين موسكو الشهيرة تؤكد أن المحافظة على التراث التاريخي على مر الزمن هو الأوكسجين للحياة الحالية، وتؤكد بلا أدنى شك أن الوطنية والقومية لم تمت ولن تزول مهما حاولت الأنظمة السياسية أن تخنقها.

إن التفكير بصوت هادئ بما مرت به المجتمعات العربية، وخاصة حينما اعتقد أصحاب الرؤية (الإسلامية) أنهم قد وصلوا إلى قمة السلطة، هو الذي سيجعلهم متربعين على الكرسي لسنوات قادمة، إلا أنهم لا يمتلكون الرؤية الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها من الرؤى اللازمة للحكم والإدارة، وهذا ما حال دون استمرارهم في الحكم لسنة واحدة أو تزيد.

لكن أمثال الوطنيين والقوميين الحقيقيين المؤمنين بتطور العصر وتغير الظروف أمثال بوتين الذي نشأ سوفييتياً وأصبح روسياً صرفاً، هم الذين يستطيعون البقاء والبناء والتصدي للأعداء، وهم الذين يستطيعون التصدي لمخططات الدولة الغربية لخلق حروب خارج نطاقها.