أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

الذين يكرهون الورود!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-03-2016


أول مرة زرت فيها بلجيكا كان في صيف العام 2003، ثم تكررت زياراتي لها أكثر من مرة، سكنت في العاصمة بروكسل، وتنقلت بين مدن جميلة عدة وشديدة الألفة مثل «بروج» التي يشبهونها بفينيسيا لوجود القنوات المائية والتنقل عبر قوارب على طريقة قوارب الجندول التي تشتهر بها مدينة فينيسيا الإيطالية.

تمنحك مدن بلجيكا متعة التنقل بين حوانيتها الصغيرة الممتلئة ببضائع غاية في الرهافة والجمال، وتحديداً صناعات الدانتيل البلجيكية فائقة الدقة والجمال إضافة للشيكولاته.

الذين زاروا مدن بلجيكا لاشك ستبقى في ذاكرتهم بعض التفاصيل الفارقة، أولها الشيكولاته، الدانتيل، وموسم مشاهدة سجادة الزهور أمام قاعة المدينة وسط الساحة الرئيسية أيام الثالث والرابع والخامس عشر من شهر أغسطس، تلك السجادة التي رأيت شباباً وصبايا يرصونها بحرفية عالية مستخدمين ما لا يقل عن 700000 زهرة من كل الأنواع والألوان، إضافة لأعداد العرب المهولة هناك!

تعرضت وعائلتي للسرقة من قبل هؤلاء، وللمضايقة اللفظية ولعروض في غاية الوقاحة كبيع المخدرات والسلاح مثلاً، أتذكر بروكسل اليوم والأيام التي قضيتها فيها وأصاب بالحزن الشديد لما تعرضت له، ما زلت احتفظ لها بالكثير من الحميمية، لتلك المنطقة القديمة من بروكسل.

حيث الأزقة الضيقة، مصنع الشيكولاته، مطاعم بيع الباييلا، محلات بيع التذكارات، ومقاهي الأرصفة ومحطة الميترو المقابلة لفندق الهيلتون، وحي العرب، حيث تعرفت هناك على الشاي المغربي وشربته لأول مرة في حياتي!

كان المقيمون العرب يتمتعون بحياة آمنة، ومتسامحة، لم يكن معظمهم يعاني من مشكلة اللغة لأن نصف السكان يتحدثون الفرنسية، أما القوانين الأمنية فكانت رخوة جداً، وإلا فكيف يجرؤ مهاجر على أن يعرض عليك مخدرات وأسلحة هكذا وفي شارع عمومي، كما ويمكنه بكل جرأة أن يشتمك دون تردد ودون سبب ظاهر سوى ذلك العداء غير المبرر، وللأسف فقد تراكمت كوارث كثيرة تحت شعار التسامح البلجيكي.

هذا إضافة لتراخي القبضة الأمنية، فأنتجت مآسي دامية ضربت بروكسل في مقتل، وقبلها ضربت باريس منطلقة من أحياء عربية خالصة تقع على أطراف بروكسل!

منذ فترة ونشرات الأخبار تعلن عن حالات مداهمة أو قبض على مشتبهين لهم صلة بالإرهاب من أبناء جاليات ذات أصول عربية مسلمة، والذين بلغ عدد من توجه منهم إلى القتال في سوريا قرابة 470 شاباً، عاد منهم 118، ليشكلوا بنية تحتية قوية للإرهاب، الذي اتخذ من بروكسل قاعدة انطلاق، موجهاً أولى ضرباته للعاصمة الفرنسية باريس تلتها بروكسل مباشرة دون أي مبرر عقلاني لهذا العنف الوحشي، الذي لا يتناسب مع ما وجده هؤلاء في بلجيكا من حياة وأمان وحرية، لكن الإرهاب لا يحتكم لإنسانية الإنسان بقدر ما يحتكم لتوحشه الكامن والمستتر!