أحدث الأخبار
  • 09:29 . مجلس الوزراء يناقش مستجدات تنظيم نقل النفايات بين الإمارات ودعم الاستثمارات في البنية التحتية... المزيد
  • 07:09 . في ذكرى طوفان الأقصى.. استطلاع: 86 بالمئة من الإسرائيليين غير مستعدين للعيش بمحاذاة غزة... المزيد
  • 07:07 . مقتل شرطية إسرائيلية وإصابة 13 بعملية مزدوجة في بئر السبع... المزيد
  • 07:06 . رئيس الدولة وملك الأردن يبحثان العلاقات وتطورات الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان... المزيد
  • 12:17 . الأرصاد: تأثر الدولة بامتداد منخفض جوي سطحي من الأحد إلى الأربعاء... المزيد
  • 11:20 . أكثر من 110 شهداء وجرحى.. جيش الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة في غزة... المزيد
  • 11:08 . قرقاش: الإمارات ستواصل جهودها لتخفيف معاناة الشعب اللبناني... المزيد
  • 10:48 . رئيس الدولة ونظيره الصربي يبحثان في بلغراد تعزيز الشراكة الإستراتيجية... المزيد
  • 10:28 . هاتريك تورام يقود إنتر ميلان للفوز على تورينو بالدوري الإيطالي... المزيد
  • 10:27 . ريال مدريد يفوز على فياريال بالدوري الإسباني... المزيد
  • 10:26 . الجيش الإسرائيلي: قصفنا مواقع لتخزين أسلحة لـ”حزب الله” في بيروت... المزيد
  • 09:21 . بعد تفجيرات لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة الاتصال اللاسلكية... المزيد
  • 08:45 . استشهاد قياديين بالقسام في غارات إسرائيلية على لبنان... المزيد
  • 08:41 . ليفربول يضمن صدارة البريميرليغ في فترة التوقف الدولي... المزيد
  • 07:05 . مجلس الوزراء يقر تعديلات جديدة حول لائحة ضريبة القيمة المضافة... المزيد
  • 07:03 . بحضور رئيس الدولة.. الإمارات وصربيا توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة... المزيد

من المهد إلى اللحد

الكـاتب : منصور أنور حبيب
تاريخ الخبر: 30-11--0001

منصور أنور حبيب

مبروك المولود الجديد!"، مقولة يتمنى سماعها كل حديث عهد بالزواج، ومن اشتاقت نفسه للثاني والثالث، ومن حرم سنوات من هذه النعمة الإلهية العظيمة.

لكن في خضم الاحتفالات والهدايا والتبريكات، هل وضعنا في حسابنا كيفية التعامل مع هذا القادم الجديد حتى قبل ولادته؟ لنبحر في محطات سريعة لنرى كيف نستطيع إضافة فرد جديد صحي من الناحية الجسدية والنفسية والاجتماعية.

المرحلة الأولى هي عندما يكون الفرد جنينا في بطن أمه، وحتى قبل ذلك (عند انعقاد النطفة). فالعلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة المبنية على التفاهم والثقة والمحبة، تنعكس إيجابا في روح الجنين.

وأيضا التأكد من عدم وجود القابلية لإنجاب فرد يحمل أمراضا وراثية (فحوصات ما قبل الزواج)، أو تشوهات خلقية (تجنب التدخين من أحد الزوجين أو كليهما، الكحول، بعض الأدوية). وفي هذا الخصوص وجدت دراسات عديدة أن إكثار المرأة الحامل من ذكر الله وقراة القرآن والابتعاد عن الأجواء المشحونة، ينتج مواليد بدون اللجوء للعملية القيصرية، وبأوزان جيدة وفي صحة وعافية.

تسمية الفرد والرضاعة الطبيعية، هي المرحلة الثانية. قد يستغرب البعض في ماهية العلاقة بين الاسم والصحة. التسمية المقبولة عرفا تنعكس إيجابا في شخصية الفرد وثقته بنفسه، وبالتالي في صحته.

أمّا الرضاعة الطبيعية فالقرآن الكريم وقبل جميع الدراسات الحديثة، أنهى الموضوع في الإيجابيات اللامتناهية لحليب الأم. وهنا يأتي دور الأسرة مرة أخرى، فنوعية أكل المرضعة ونفسيتها ودور الزوج في التشجيع المستمر، تحقق الهدف المنشود.

وهنا أذكر بعجالة الدور الإيجابي لبيئة العمل في دعم المرضعات، فدولتنا الحبيبة التفتت لهذا الأمر وتمت ترجمته بإيجاد ساعات خاصة للرضاعة في قوانين الموارد البشرية. ومن هذا المنبر أقترح إيجاد غرف خاصة في كل بيئة عمل، تعطي المجال للأمهات المرضعات لاستخراج الحليب والاحتفاظ به في ثلاجات خاصة، لكي يعطى للرضيع بعد رجوع الأم إلى المنزل.

المرحلة الثالثة هي مرحلة الطفولة؛ فالطفل ورقة بيضاء تنطبع عليها كل حركة وفعل وسلوك من محيط الأسرة، وهذه مرحلة مفصلية. كثير من الدراسات وجد أن بداية التدخين عند الكثيرين كانت في مرحلة الطفولة، نتيجة رؤية أحد الوالدين يقوم بها.

السمنة كذلك والتي أصبحت ظاهرة خطيرة عند الأطفال، هي نتاج محيط الأسرة التي تقل فيها الرياضة والحركة، ويكثر فيها تناول ما لذ وطاب من الأكل. فاشتراك الأبوين في الأندية الصحية وتوفير الأكل الصحي في المنزل، يجعلان الطفل تلقائيا يستقبل هذه السلوكيات بالطبيعية ويعيدها في الكبر مع أسرة المستقبل.

مرحلة المراهقة والشباب، وهي الرابعة، لها تحدياتها الخاصة. إثبات الذات وأسلوب التفكير المبني على "كل ممنوع مرغوب" و"خالف تعرف"، يجعل دور الأسرة ليس بالسهل في منع المشاكل الصحية والنفسية عن الفرد المعني، وهنا يأتي دور الحوار وتفهم كل موقف على حدة.

كلمة "عيب" قد تكون لها آثار مدمرة على المراهق والشاب، وأخطرها الأمراض المعدية. لكن شرح تبعات السلوك سيكون له أثر السحر في نفسية المراهق.

وهنا نرجع إلى مرحلة الطفولة قليلا، فالطفل إذا وجد محيط الأسرة يعتمد أسلوب الحوار وشرح السبب عن عدم الموافقة لشراء لعبة ما، وكذالك ند تحاور الزوج وازوجة بأسلوب العقل والمنطق، لن يواجه أي صعوبة أثناء المراهقة، في تقبل أسلوب الحوار.

أما السرعة الزائدة وما ينتج عنها من حوادث مميتة وإصابات وعاهات مستديمة، فبالإضافة إلى دور الأسرة، هناك جهات عدة لها أدوارها كالشرطة والمدرسة والإعلام، والحمد الله الجميع يقدم ما عنده من إمكانيات قدر المستطاع.

المرحلة الخامسة هي الزواج وتكوين الأسرة. وهنا يأتي دور اختيار الشريك المناسب من النواحي الدينية والخلقية والتي هي أهمها، بالاضافة إلى النواحي الصحية. وهذه المرحلة مرتبطة مباشرة بالمرحلة الأولى وبها تكتمل الحلقة. فعندما يتمتع الشاب والشابة بصحة جيدة وعافية، ستكون احتمالية الإنجاب الصحي عالية، وستكون ثمرة الإنتاج خالية من الأمراض.

وهنا تجب الإشارة إلى الأهمية الكبيرة للخطوة الإيجابية بإلزامية فحص ما قبل الزواج، لإيجاد نشء ومجتمع صحي سليم، لكن التبعات الإيجابية لهذه الفحوصات ستكون أكبر إذا تم إلزام هذا الفحص عند دخول الجامعة، وبالذات للأمراض الوراثية، وأخص بالذكر فحص الثلاسيميا. التحدي الحالي لفحص الثلاسيميا أن عددا ليس بالقليل من المقبلين على الزواج، يقومون بالفحص أياما أو أسابيع قليلة قبل عقد القران، ومهما كانت النتيجة يتم العقد.

لكن لو تم عمل الفحص الوراثي في المرحلة الجامعية، مع وضع مساق تدريسي بسيط عن طبيعة هذه الأمراض وآثارها، سيوجد لدينا جيل واعٍ يتأكد من خلو صفات هذه الأمراض في شريك المستقبل في مرحلة مبكرة جداً، والتي بدورها قد تساعد بشكل كبير في اختفاء الأمراض الوراثية في أجيالنا القادمة.

 محطات جميلة وتحديات كثيرة، تجعل الحياة قصة متجددة.. من أول صرخة لآخر دمعة!