«عزائمنا تسابق طموحاتنا»، هكذا أوجز قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله طبيعة النقلة العلمية والحضارية لدولة الإمارات، في إعلانه التاريخي مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي دخول الإمارات مجال استكشاف الفضاء الخارجي بإطلاق وكالة الفضاء الإماراتية، ومشروع إرسال أول مسبار عربي إلى المريخ عام2021. بالتزامن مع اليوبيل الذهبي لتأسيس الدولة، واكتمال «رؤية2021» التي حددتها القيادة الرشيدة لوضع الإمارات وحكومتها ضمن أفضل عشر دول على مستوى العالم.
لقد جاءت هذه الخطوة التاريخية لتؤكد المكانة التي تحققت لوطن الريادة والإنجازات بقيادة خليفة الخير الذي حدد الهدف منها، وهو «دخول قطاع صناعات الفضاء والاستفادة من تكنولوجيا الفضاء بما يعزز التنمية والعمل على بناء كوادر إماراتية متخصصة». وتعتمد في ذلك على الثقة بالله، والرهان الدائم على أبناء الوطن. وقد أعدت العدة بنواة منهم يقدر عددهم بخمسين طالباً كانوا قد تدربوا في وكالة الفضاء الأميركية.
إن هذه الخطوة التاريخية التي تزامنت مع الذكرى العاشرة لرحيل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه هي نموذج يؤكد الوفاء لنهج زايد للتحليق بهذا الوطن نحو تخومٍ وفضاءات غير مسبوقة تضعه في مصاف الدول الأكثر تقدماً علماً وتقنية، وتضع أبناء الإمارات على منصات التتويج والتكريم. فقد كانت تطلعات الآباء المؤسسين، وما قدموا من أعمال جليلة وبذلوا من جهود عظيمة تتمحور حول رخاء وإسعاد أبناء هذا الوطن، وجعل اسم الإمارات دوماً رديف النجاح والتفوق والتميز. كما تعد الخطوة من إرث زايد الذي جعل من العلم وسيلة وأداة لتحقيق نهضة الإمارات، وما تحقق حتى اليوم من منجزات ومكتسبات على أرضها ولصالح مواطنيها.
لقد كانت تجربة الإمارات ملهمة وهي تركز على البناء والبذل والعطاء ونشر ثقافة التميز حتى باتت سلوكاً وممارسة قرين أي عمل وبنيان على أرض الإمارات، وهي تضيف مع إشراقة صباح كل يوم سطراً جديداً متقن الصياغة والحروف في سِفر المجد الذي خط أول ملامحه في الثاني من ديسمبر1971على رمال صحراء أينعت وأزهرت وازدهرت بإرادة القادة المخلصين، والتفاف شعب من حولهم صدقوا معه العهد والوعد.
وعندما نقرأ الدهشة والاستغراب في ردود فعل البعض من المشككين عند الإعلان عن ارتياد الإمارات للفضاء، نحليهم للمشاريع العملاقة التي أعلنت عنها الإمارات، وعرفت طريقها واقعاً ملموساً للعيان بدءاً من ميناء جبل علي ومروراً بمشاريع المترو وقطار الاتحاد والبرنامج النووي الإماراتي للطاقة السلمية، واستضافة مقر «ارينا» و«أكسبو2020» وإطلاق الأقمار الصناعية الإماراتية بكوادر إماراتية، ودخول الإمارات مجال صناعة الطائرات المدنية ووصولاً لهذا اليوم التاريخي بالإعلان التاريخي عن دخول عصر الاستكشافات الفضائية من أوسع أبوابه بإرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ عام2021.
مشاعر تجيش فرحاً وفخراً واعتزازاً غمرت الجميع وهم يتابعون الإعلان عن هذه الخطوة التاريخية، وهم ينظرون بشيء من الشفقة على أولئك البائسين ممن لا يعملون ولا يدعون غيرهم يعمل. و«عمار يا دار حكمها خليفة».