من منا لم يتأثر بضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. شهداء غزة أطفال تحلق أجنحتهم في أعالي الجنان. من منا لم تخنقه العبرة وهو يرى المسنين تُقبض أرواحهم وهم تحت أنقاض بيوت طالما آوت أنينهم وأوجاعهم.
الإمارات كعادتها تمد يدها الخيرة نحو غزة – العزة نحو أشقاء دم ودين، فالإمارات يتواصل خيرها وتضامنها بجسر إغاثة جوي، يغيث ويمد يد العون لكل من أصابته الجرائم الإسرائيلية.
فالجانب الإنساني لدى الإمارات كان دوماً محط الأنظار، وهذا الجانب لديه الأولوية في السياسة الخارجية، سواء التي قد انتهجتها الدولة بالفعل، أو السياسة التي تنوي اتخاذها.
فالموقف الإنساني للدولة لا يختلف عليه اثنان، ولا يمكن أن تتخذ الإمارات موقفاً ضد قناعاتها المتمثلة في أن الإنسان هو قيمة بحد ذاته، وأن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من اهتماماتها السياسية.
فالقضية الفلسطينية لا يمكن بأي حال النأي عنها، أو التغاضي عن تداعياتها، أو التنصل من تقديم العون للفلسطينيين، فالإمارات تراعي هذه القضية، كونها هماً فلسطينياً وعربياً، لا يزال يحظى باهتمام الجميع.
ولن تحيد الإمارات عن نظرة زايد وقناعاته في تقديم المساعدة للمحتاجين، ومد يد العون للمنكوبين، فنظرته كانت هي المدرسة الأولى التي تعلم الجميع منها شهامة الموقف ونصرة المظلوم ومراعاة الهم الإنساني لدى أي كان.
وغزة اليوم تمثل جبهة دفاعية عن فلسطين كلها. فليس من المعقول ما تفعله إسرائيل وتدّعيه من مزاعم كقولها على سبيل المثال إنها تهدف إلى نزع سلاح «حماس».
إسرائيل دولة مجرمة، ويبدو أنها لاتعرف إلا قتل الأبرياء وتدمير بيوتهم الآمنة، فهي ليست أكثر من كونها نظاماً لقيطاً، حاول منذ ستين عاماً الانتساب لفلسطين لكنه فشل.
فسرقة إسرائيل للأرض لا تعني أبداً أنها تملك حقوقاً أو يحق لها أن تقتل وتدمر بهذا الشكل المتوحش، ودعاؤها أن التاريخ يقول إنها صاحبة للأرض هو محض افتراء، فاليهود لم يسكنوا فلسطين كسكان أصليين.
واليوم التعبير عن الاستياء من إسرائيل وممارساتها قد قام به اليهود أنفسهم حين تظاهروا في كل العالم ضد الدولة الصهيونية المغتصبة وتبرؤوا منها، وأعلنوا أن قتل الأبرياء هو لغة الضعفاء الذين لا يعرفون كيف يروجون أكاذيبهم.
والإمارات ليست بعيدة عن النبض الفلسطيني، أو عن إيمانها بعدالة القضية الفلسطينية، ولم تتوان عن تقديم المساعدة في غزة وغيرها من مناطق منكوبة.
فالإغاثة الإماراتية قامت بدورها وواجبها كالعادة، ذلك لأن الإمارات صاحبة خير، وهي دائماً سباقة في إغاثة الملهوف. حفظ الله الإمارات وحكامها وشعبها، وحفظ غزة من تدبير الصهاينة وجرائمهم