قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إن بلاده لن تتفاوض مطلقًا مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى اتفاق كافة السلطات في البلاد على هذا الأمر.

جاء ذلك في كلمة ألقاها المرشد، الأربعاء، خلال لقاء جمعه بعدد من أساتذة الجامعات في العاصمة طهران، وتطرق خلالها للحديث عن مسألة التفاوض مع الولايات المتحدة.

وشدد على أن بلاده لا تشكل أية مشكلة بالنسبة للبلدان الأخرى، وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي، وأن إيران يمكنها التفاوض معهم، مضيفًا "والمسألة المهمة في التفاوض هو تحديد الموضوع الذي سيتم التفاوض بشأنه".

واستطرد قائلاً: "إذ لا يمكننا أن نتفاوض بكافة المواضيع، فالمبادئ الأساسية للثورة(الإيرانية)، وكذلك القدرة الدفاعية للبلاد، أمور لا يمكن التفاوض بشأنها".

ولفت إلى أن الأجهزة التنفيذية بإيران، وكذلك المؤسسات السياسية والدبلوماسية، متفقون جميعًا على عدم التفاوض مع الولايات المتحدة، مضيفًا "فالتفاوض معها أمر لا يوصى به".

وتابع "وكما ذكرنا سابقًا، فإن السبب في عدم تفاوضنا مع واشنطن: أولًا أنه لا فائدة من وراء ذلك، وثانيها أن الأمر ستكون له أضرار".

ولفت خامنئي إلى أن إيران إذا استخدمت أساليب الضغط، واستخدمت المتاح لديها من إمكانيات بشكل سليم، فإن ضغوط الولايات المتحدة ستقل، وتتوقف.

وأضاف في ذات السياق قائلا "فإنه عند عدم استخدام أدوات الضغط في وقتها، فإن الولايات المتحدة ستواصل سياساتها القائمة؛ لأنها تعلم أنها لن تواجه أية أضرار وخسائر؛ لكن على عكس ذلك ستبدأ في اتخاذ خطوات مختلفة".

وأفاد المرشد الأعلى أن الأمريكان بشكل عام لديهم استراتيجيات، وتكتيكات يتبعونها من أجل الوصول إلى أهدافهم، مشيرًا إلى أنهم يستخدمون استراتيجية الضغط من أجل مضايقة الجانب الآخر، ويستفيدون من ورقة التفاوض حتى يتسنى لهذا الضغط أن يحقق أهدافه.

وأشار إلى أن "التفاوض، تكتيك لإكمال استراتيجية الضغط التي تمارسها الولايات المتحدة ضد إيران، وعلى الجانب الآخر فإن طريق المقاومة هو استخدام وسائل الضغط من أجل تقليل الجانب الآخر لعقوباته علينا".

وتابع "لكن الجانب الآخر إذا سقط في خدعة التفاوض، وقال: لست بحاجة إلى الاستفادة مما لدي من وسائل ضغط، فستتحرك الأرض من تحت قدميه، وهذه هي الهزيمة القاطعة".

وأشاد المرشد الأعلى بالقرار الذي اتخذته بلاده بشأن تعليق عدد من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، واصفًا ذلك القرار بـ"الصائب".

كما ذكر أن التفاوض بشكل عام يقوم على علاقات متبادلة بين أطرافه، ويتم التراجع عن بعض الموضوعات، مضيفًا "فمسألة الدفاع أمر لا يمكن التفاوض بشأن، كما أن التفاوض المشروط بتنفيذ طلبات الطرف الآخر، لا يعد تفاوضًا".

وأضاف "كما أن الجلوس على طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة يعني تهيئة المناخ الذي رغبوا في تحقيقه من خلال ما يمارسون من ضغوط".

وشدد على أن إيران لديها وسائل ضغط ضرورية لمواجهة ضغوط الولايات المتحدة، مشيرًا أن هذه الوسائل ليست عسكرية، وأن بلاده ستستخدم هذه الورقة عند الضرورة وفي زمانه، على حد تعبيره.

وذكر ان تصرفات الحكومة الأمريكية السابقة لا تختلف عن نظيرتها الحالية من حيث الجوهر، مضيفًا "فالتصرفات لدى الجانبين تتفق في الجوهر وإن كانت تختلف مع بعضها في الظاهر".

وأكد المرشد الأعلى أن "إيران لن تنطلي عليها خدعة التفاوض الأمريكية، ونحن نستخدم هذه الأيام وسائل الضغط التي تحدثت عنها، ولن يكون هناك توقف في هذا الصدد، وعند الضرورة ستشهد المرحلة القادمة استفادة من وسائل ضغط أخرى"

وبيّن أن "التكنولوجيا التي تمتلكها إيران في المجال النووي، وسيلة ضغط مؤثرة، ورغم ما نملكه من إمكانيات علمية وتقنية في هذا المجال، إلا أننا لا نسعى لامتلاك سلاح نووي، وذلك لأن أسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية حرام دينًا".

وأضاف "كما أن إنتاج هذه الأسلحة حتى ولو بهدف إيداعها المستودعات، أمر خاطئ، وغير منطقي، وغير عقلاني، لأن الدولة في هذه الحالة ستنفق نفقات باهظة على هذا الأمر، وتخصص له ميزانية دون أدنى استفادة".

وشدد على أن بلاده ضد أسلحة الدمار الشامل، غير أنها بحاجة مستقبلًا إلى اليورانيوم المخصب، مشيرًا إلى أن عدم سعيهم الآن لتعزيز إمكانياتهم في هذا المجال فإن هذا يعني أنه يتعين عليهم البدء من الصفر بعد 10 سنوات. -