قال وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا، الخميس، إن مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر تتحجج بـ"هدنة إنسانية" لإخفاء هزائمها وتراجعها المستمر تحت مسميات مختلفة.
جاء ذلك في سلسلة تغريدات عبر "تويتر" إثر دعوات من قبل مليشيا حفتر لوقف لإطلاق النار في ليبيا بزعم إتاحة الفرصة للاحتفال بعيد الفطر، رغم رفضها في السابق دعوات دولية عدة للموافقة على هدنة إنسانية.
وقال الوزير باشاغا، إن "الذين يدّعون السعي إلى هدنة إنسانية، هم يسعون لإخفاء هزائمهم وتراجعهم المستمر تحت مسميات مختلفة، أحيانا هدنة إنسانية وأحيانا إعادة تمركز".
وأضاف أنه "لا يمكن إخفاء حقيقة الهزائم على أنها بادرة إنسانية، من قبل مجرمين لم يبدوا اهتماما لمصير المدنيين الذين شرعوا في قتلهم واستهداف منازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم بالصواريخ والقذائف".
واعتبر أن حفتر "يسعى لإلحاق الموت والدمار والفوضى والمعاناة (بالشعب الليبي)، من خلال جلب المرتزقة الروس ودفع الأموال لهم لقتل الليبيين".
وتابع باشاغا: "هذا المجرم حفتر يسعى لإنهاء حلم الليبيين الذي ناضلوا وضحوا من أجل إنشاء دولة مدنية ديمقراطية آمنة مستقرة.
وأكمل قائلا: "حفتر والمجرمين الداعمين له لم يهمهم يوما ما أي شيء يختص بمصير المدنيين ولا بأي قضية إنسانية".
وفجر الأربعاء، أعلن أحمد المسماري، المتحدث باسم مليشيا حفتر، قرارا بوقف إطلاق النار من جانب واحد بزعم "إعطاء فرصة لاستعداد المواطنين لعيد الفطر".
كما أعلن المسماري الانسحاب من جميع محاور القتال في العاصمة طرابلس لمسافة 2 - 3 كم.
جاء ذلك بعد تصريحات سابقة أدلى بها المسماري، الثلاثاء، بشأن "إعادة التموضع" في محاور بالعاصمة، والذي يعني ذلك "انسحابا" في العرف العسكري.
تصريحات المسماري، جاءت إثر تكبد مليشيا حفتر خسائر فادحة في كافة مدن الساحل الغربي وصولا إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة الوطية الاستراتيجية، وبلدتي بدر وتيجي ومدينة الأصابعة (جنوب غرب طرابلس).
ومنذ 4 أبريل 2019، تشن مليشيا حفتر هجوما فاشلا للسيطرة على طرابلس مقر الحكومة، استهدفت خلاله أحياء سكنية ومواقع مدنية، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.
ورغم موافقته على هدنة إنسانية لمواجهة جائحة كورونا، إلا أن حفتر خرق الهدنة وواصل هجومه؛ ما اضطر الحكومة الليبية إلى إطلاق عملية عسكرية باسم "عاصفة السلام".