اتهم محمد بن سالم النائب عن حركة "النهضة" التونسية والقياديّ فيها أبوظبي بمحاولة زعزعة الاستقرار في بلاده وفي مصر وليبيا وهي من دول شمال إفريقيا الرئيسية.
وقال "بن سالم" في تصريح لصحيفة "القدس العربي" اللندنية: "للأسف (…) الإمارات على ما يبدو آخذة على عاتقها إفشال كل تجارب الربيع العربي وتدخلها السافر في مصر لا يخفى على أحد، وهناك تسريبات أخرى على أنها منزعجة من نجاح التجربة في تونس، وأيضا تدخلها الصريح والواضح والمفضوح في ليبيا"، على حد وصفه.
وأدان بن سالم "التدخل السافر للإمارات في أكثر من دولة عربية، بما لا يتناسب مع حجمها، فتونس تعتبر الشقيقة الكبرى للإمارات، وليس العكس"، على حد تعبيره.
وحول اتهامات صدرت لأبوظبي بالتورط في التفجيرات الإرهابية الأخيرة في تونس، قال بن سالم، " لا نستطيع إلقاء الاتهامات من دون حجج، ولكن يمكن القول إن الإمارات متورطة بـ"نيتها السيئة" ومساهمتها في الفوضى القائمة في ليبيا والتي تساهم بشكل غير مباشر في عدم استقرار تونس، ولذلك من الطبيعي أن تتحدث وسائل الإعلام عن محاولتها التدخل في الشأن التونسي، على حد قوله.
واستدرك قائلا، "يجب أن لا ننسى العلاقة المعروفة بين الإمارات وحزب نداء تونس والتي ظهرت بشكل مفضوح خلال الانتخابات، وحاليا ثمة شقان في النداء ومن غير الواضح من منهما الأقرب للإمارات".
وكانت مصادر إعلامية غربية اتهمت مؤخرا أبوظبي بأنها هددت بالمس باستقرار تونس في حال رفض الرئيس التونسي قائد السبسي تكرار "نموذج السيسي في مصر". وعبرت مصادر تونسية عن خشية الحكومة التونسية من أن حوادث الإرهاب الأخيرة في البلاد قد يكون خلفها أبوظبي التي تصر على "القضاء على إخوان تونس" وليس فقط إخراجهم من الحكم.
ونداء تونس الذي يرأسه الرئيس التونسي يواجه انشقاقات حاليا فيما لم يعرف أي تيار داخل الحزب هو الذي يمثل المصالح الإماراتية إن كان المنشقون أم غير المنشقين.
وتوالت وسائل الإعلام الغربية الشهر الماضي بالكشف عن أدوار سلبية لأبوظبي في ليبيا ومصر وتونس بعد ان تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تورط أبوظبي بانتهاك الحظر الدولي على إرسال السلاح إلى ليبيا وذلك بتزويدها للواء المنشق خليفة حفتر قائد الثورة المضادة بالسلاح بكميات ضخمة، ووفق ما كشف "الإمارات71" من خلال وثائق حصرية انفرد بنشرها.
كما أكدت الصحف البريطانية الغارديان والاندبندنت على أدوار أخرى سلبية لأبوظبي ظبي في ليبيا ومصر والتأثير على حكومة كاميرون للتحقيق بأنشطة الإخوان في بريطانيا باستخدام المال السياسي والصفقات التجارية في ضغوطها على حكومة لندن، فيما تحدث موقع "ميدل إيست آي" عن الدور الأخير في تونس.