أحدث الأخبار
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد

السعادة والإيمان

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 29-12-2017



السعادة هي شعور الإنسان بالرضا عن جودة الحياة والإحساس بأنه يعيش في جو من الاستقرار والأمن والأمان المادي والاجتماعي والنفسي وأنه يمتلك النفس التي وصفها القرآن بـ«المطمئنة» التي تجعل الإنسان يشعر بحالة من السرور والبهجة وراحة البال.


ومهما اختلف البعض حول مفهوم السعادة عند الإنسان، فإن منظمة الصحة العالمية وضعت لهذا المعنى إطاراً واضحاً يقول إن جودة الحياة الاجتماعية والنفسية هي التي تحقق مثل هذا المفهوم، وأكثر الناس قدرة على قياس هذه الحالة هم علماء النفس. ومثلما تؤثر السعادة في نشاط الإنسان وحيويته وقدرته على العطاء والبناء، فإنها تؤثر على مستوى الدخل والناتج القومي للأمة وعلى حركة التنمية وتتأثر أيضاً بعامل الدين وعامل الزمن.
 
ومهما تضخمت الثروة والسلطة والشهرة عند الإنسان، ولم يرتبط كل ذلك بالفضيلة والأخلاق، فلن يشعر بمعنى السعادة. ووفقاً لدراسة أجرتها مجلة «نيوزويك» على 65 دولة بغية تصنيف سلم السعادة بين الشعوب، اتضح أن شعب نيجيريا الذي يعاني من الفقر كان أسعد الشعوب، حيث إن ترابط المال والقوة والسلطة قد لا يحقق السعادة والرضا، لذلك كان كتاب «الطريق إلى السعادة» للدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، يفسر هذه الصورة، خاصة عندما تطرق إلى الارتباط القوي للسعادة بالناتج القومي للأمة، وتأثره بعامل الدين. فهو ينقل عن ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، اقتراحه بإضافة عامل السعادة على الإحصاءات القومية للنمو الاقتصادي والاجتماعي، لأن الناتج القومي للأمة هو المقياس الدقيق لحركة المال والاستثمار فيها، وأيضاً لرأس المال الاجتماعي والبشري ونهضة البلاد. فالقدرة على فعل الأعمال الخيرية تزيد من الناتج القومي. والمفارقة هنا، حسب الدكتور عكاشة، أن مملكة «البوتان» في الهيمالايا، تدرج عنصر السعادة ضمن ناتجها القومي الكلي، وقد أدخلته ضمن خططها الاقتصادية منذ عام 1970 في الوقت الذي لا توجد قوة اقتصادية كبرى تقوم بذلك.


زيادة سعادة الإنسان تعني تمكينه من الرعاية الصحية والنفسية والجسدية الفعالة، ومن تحسين وضعه المالي والوظيفي والتعليمي، لذلك قامت دولة الإمارات بإدراج السعادة كمؤشر أساسي من مؤشرات النمو والتطور، واستحدثت وزارة جديدة بهذا الاسم (وزارة السعادة)، لأن أغلب البحوث والدراسات تربط السعادة بتعميق الرعاية الكاملة للمواطن وزيادة دخله المالي. وكانت منظمة الصحة العالمية صريحة عندما أشارت إلى أن حجم الإنفاق على الصحة النفسية لا يجب أن يقل عن 10% من إجمالي ميزانية الصحة في أي دولة. 


وعودة إلى الدكتور أحمد عكاشة، فإنه يحدثنا في كتابه، ومن خلال تجربته الطويلة في مجال الطب النفسي، عن مدى ارتباط الإيمان الديني بالسعادة، ويشرح ذلك في محاضرته عن «دور الإيمان في الصحة النفسية»، التي ألقاها في المؤتمر العالمي للجمعية العالمية للطب النفسي، وجاء فيها قوله: «إن كل التقدم التكنولوجي والثورة البيولوجية وعلوم الهندسة الوراثية ودور الإنترنت والاكتشافات الطبية.. رغم أنها أعطت المزيد من الراحة للإنسان لكنها عجزت عن إعطائه معنى للحياة وجعلته يفتقر إلى مغزى لبقائه، يعاني من فراغ وخواء في حياته لن يملأه إلا الإيمان، لذلك قال المفكر السويسري روجييه دوباكييه كنت أسأل نفسي: لماذا يشعر المسلمون بسعادة تغمر حياتهم رغم فقرهم وتخلفهم؟ ولماذا يشعر السويديون بالتعاسة والضيق رغم سعة العيش والرفاهية والتقدم الذي يعيشون فيه؟ حتى بدأت أدرس الدين الإسلامي فوجدت الجواب فيه والسعادة فيه. هذا البعد عن الدين أفقد الغرب المعنى الأساسي للحياة وجعلهم يتجهون إلى الإلحاد. ورغم انتصار الغرب اقتصادياً وسياسياً على الشرق إلا أنه غرق في بحر من الظلمات والآثام والتحلل الخلقي.. لذلك طالب الكتاب بالعودة إلى الإيمان».