أحدث الأخبار
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد

من يناقش قضايانا تلفزيونياً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

استمتعت بتفاصيل الحوار الذي دار في لحظة انتظار صغيرة في أحد مصارف دبي الوطنية بين ثلاثة من الرجال الإماراتيين متفاوتي الأعمار والأجيال، استمتعت بفكرة الحوار ابتداء، وبما دار فيه، وبتلك القدرة التي تجسدت في تنقل الأفكار وسلاستها وفي موهبة إدارة الخلاف والاختلاف بمنتهى التحضر، وتمنيت في تلك اللحظة أمرين أن يطول الحوار لأتمكن من متابعة أفكار الرجال الثلاثة في القضية المطروحة للنقاش بينهم وقد كانت في منتهى الأهمية، وتمنيت لو أن منتجي البرامج الاجتماعية في قنواتنا التليفزيونية يبحثون عن مثل هؤلاء للاستنارة بأفكارهم ومداخلاتهم بدل “الأشخاص” الذين يتم استئجارهم ليمثلوا خلفية مصطنعة لجماهير برامج “التوك شو” في تلك القنوات تقليدا لمثيلتها في القنوات الأميركية والأوروبية مع الفارق الشديد في دور الجمهور!

أولاً فقد كان الرجال يناقشون موضوع التغيير الذي طرأ على العادات الصحية للناس في الإمارات من حيث نوع الطعام الذي يتناولونه والعادات الصحية فيما يتعلق بالحركة والنشاط البدني المبذول والذي يميز “ناس” زمان عن ناس اليوم الذين يعتقد هؤلاء الرجال أنهم لا يبذلون أي نشاط يذكر باستثناء الوظيفة التي يقضي الانسان فيها معظم وقته مسمرا على كرسي المكتب من دون أدنى حركة ما يضاعف تراكم الدهون وازدياد احتمالات الإصابة بأكثر الأمراض خطورة كالسكر والسمنة والضغط وأمراض القلب، إن الشاب أو حتى الفتاة الصغيرة يفضل كلاهما الذهاب الى أقرب مكان من البيت مستقلا سيارته وعند مدخل المحل يضغط على منبه الصوت ليأتيه عامل البقالة أو المطعم من دون أن يفكر في بضع خطوات يمشيها خارج سيارته، ما يعني اتهاما بالكسل واللامبالاة بشكل واضح لجيل اليوم فيما يخص صحتهم العامة.

إن عقد المقارنات بين الأجيال والعادات ونوع الحياة والطعام والقيم وغير ذلك يعتبر واحداً من أوضح اتجاهات الناس عموما في كل مكان، حيث يحلو للكبار مقارنة أنفسهم وما مضى من حياتهم وجدهم واجتهادهم بحال أجيال اليوم من حيث عاداتهم وسلوكياتهم وطعامهم وثيابهم وعلاقاتهم بمن حولهم وكيفية تعاطيهم مع كل التفاصيل المحيطة بهم ابتداء من تحية الصباح وانتهاء بعادات النوم ومشاهدة التليفزيون ومتابعة مباريات كرة القدم، في العلاقة بين الأجيال هناك عدم رضا متبادل ونقد يصل حد الهجوم وتبادل الاتهامات، وهذا كله مبني أو ناتج من عدم الإقرار بمنطق التغيير ومدى سطوته على الأفراد وسيرورة الحياة.

ليس الكبار فقط الذين يوجهون أصابع النقد أو ينظرون بتهكم، لكن الأجيال الجديدة تفعل الشيء ذاته في تقييمها وعلاقتها بالأجيال القديمة أيضا، فهم يعتقدون باستحالة التعايش على طريقتهم أو فهم عقليتهم، خاصة هؤلاء الصغار الذين ينتمون لأمهات غير إماراتيات (ليس جميعهم حتما) أو للذين نشأوا في أسر صغيرة لا تضم كبار العائلة كالأجداد والعمات والخالات مثلا!

وعلى أية حال فالصراع بين الأجيال سمة كل المجتمعات وهو أمر طبيعي نتيجة اختلافات جذرية طالت بنية العقل والتفكير وأساليب التربية والتنشئة ومناهج التعليم وحزم الرسائل الإعلامية التي تلقاها كل جيل ونوع الاتصالات والمواصلات التي استخدموها، ذلك كله يؤثر في أساليب التفكير والنظر الى الحياة والى القيم والقناعات، ومن هنا فإن ما أسجل اعجابي به في حديث أولئك الرجال هو تلك السلاسة والمرونة في التعامل مع الاختلافات، من هنا أرى أن الاستعانة بأمثال هؤلاء في البرامج العائلية والاجتماعية الموجهة للشباب ستحقق سبقا وجماهيرية حقيقية لا زائفة، وأثرا اجتماعيا عميقا في الوعي العام.