أحدث الأخبار
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد

إدمان التعلم

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

خليفة علي السويدي

كآباء ندرك حماس أولادنا للألعاب الإلكترونية التفاعلية، فهم يقضون اليوم أجمل لحظات حياتهم أمام الشاشات الكبيرة أو الصغيرة، وقد يتساءل البعض عن سر هذا الحماس الذي أستطيع أن ألخصه كتربوي في العديد من المبررات والتي من أهمها، تحدي النفس فعندما يتحدى الإنسان قدراته يجد ذاته، فالأطفال في هذه الألعاب في حقيقتهم في تحد مستمر مع أنفسهم رغم أنهم في مباريات مستمرة مع أقرانهم، فلا يهم من أنت وما هو مستواك، لأنك إنْ بدأت تكون في حقيقة أمرك نافست ذاتك وقدراتك ولن يقارنك أحد بأقرانك وأصحابك. السمة الثانية في هذه الألعاب هي الارتقاء حسب الجهد والطاقة التي يبذلها الأطفال في اللعب، فهم في ترق مستمر حسب ما يبذلون من جهد، لذلك نجدهم يقضون أوقاتاً طويلة، وهم في غاية الحماس والسعادة، لأنهم وجدوا ما يتحدى قدراتهم، ويبدأ الشوط معهم من أبسط المراحل حتى تتعقد الألعاب في المراحل المتقدمة، لكنهم ورغم كل الصعوبات التي تواجههم يستمرون في اللعب كي يحققوا هدفهم الانتصار هو العامل الثالث في هذه الألعاب، فمن منا يكره أن يكون من الفائزين.

هذه الألعاب، وبالرغم من الخسائر الجانبية فيها، إلا أن الأولاد ينتصرون على أعدائهم بين الفترة والأخرى، وكلما كان هناك فشل دفعتهم اللعبة إلى قضاء وقت أطول للبحث عن حيل كي يتمكنوا من القضاء على الخصم، إضافة إلى ما سبق هناك عامل التجديد والتشويق المستمر في هذه الألعاب، فكلما أنهى موسم تهل علينا مراكز الألعاب المتخصصة بمجموعة من التحديات عبر شخصيات جديدة لها أساليبها وحيلها. وعامل الإبداع يتحدى الخيال عند الأطفال وهم يعشقون هذا العامل لأنه يكسر جدول حياتهم الرتيبة.

قد يستغرب البعض وجه العلاقة بين العنوان وإدمان الألعاب الإلكترونية التي يحذر منها الكثير من التربويين لما لها من آثار جانبية لمن أساء استعمالها. ما سبق من عوامل دفع الباحثين في ولاية كاليفورنيا الأميركية لتطوير منظومة من المناهج التعليمية في صورة ألعاب إلكترونية، وكانت المفاجأة كبيرة جداً، فالمواد التي كان الأطفال يعانون منها ويتحججون أنها صعبة كالرياضيات والعلوم، بل حتى التاريخ والجغرافيا، أصبحت مسلية وقريبة جداً من عقولهم لاستيعابها والتعامل معها. فأصبح الأطفال يسارععون إلى مدارسهم كأنهم ذاهبون إلى مراكز للألعاب إليكترونية الجماعية، حيث يعيش كل تلميذ منهم تحد مع أحدى الألعاب "المواد التعليمية" بما يتناسب مع مستواه ويبدأ التنافس والصراع بينهم، وهم في حقيقتهم ينتقلون من مرحلة إلى أخرى في مناهجهم التعليمية، وبهذا تحقق لديهم التعليم عبر الاستمتاع الذي ألغى وجود الكتاب المدرسي التقليدي وحول المعلم إلى دور محبب للأطفال، وهو دور المساعد للألعاب الإلكترونية، وفي الوقت نفسه، تفرغ هذا المعلم من جهد نقل ما في الكراس إلى الرأس ليقوم بالأدوار التربوية الأخرى مثل تعليم التفكير، تدريبهم على العمل الجماعي، تحميسهم من أجل البقاء فترة أطول للمحاولة حتى تحقيق النصر، المدارس التي طبقت هذه المناهج حققت نتائج مذهلة في الاختبارات.

التحول إلى حكومة ذكية في دولة الإمارات يقتضي تطوير المناهج ليس بتحويل ما في الكتب من قرطاس إلى صحائف إلكترونية، لأننا بهذا حققنا جانباً من التعليم الإليكتروني ولم نخطُ نحو التعلم الذكي، الذي يتطلب في حقيقته انقلاباً تربوياً في المفاهيم والأدوار المطلوب من‏‭ ‬المدرسة‭ ‬والمدرسين القيام‭ ‬بها.