أحدث الأخبار
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد

ثلاثة شروط لتفعيل الحراكات العربية

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 16-09-2015


هناك ثلاث نقاط كانت ولازالت بحاجة لأن تؤخذ بعين الاعتبار بالنسبة لكل ما حدث في وطن العرب عبر السنوات الأربع الماضية، وبالنسبة لما ينتظر أن يحدث في المستقبل القريب.
وإذا كان شباب وشابات الأمة العربية عازمين على الاستمرار في هز المجتمعات العربية من أجل إرجاع الوعي وإرادة النهوض فيها، فان أخذ هذه النقاط الثلاث بعين الاعتبار سيجنبهم ارتكاب المزيد من الأخطاء والانتكاسات.
النقطة الأولى: ما لم يصبح أحد الضوابط الرئيسية لكل الأحداث المحلية التي تجري في هذا القطر العربي أو ذاك، إنسجام تلك الأحداث مع المصلحة العربية المشتركة والأسس الوحدوية للأمة العربية الواحدة وللوطن العربي الواحد…. ما لم يوجد ذلك الضابط فان أي حراك شعبي إصلاحي أو ثوري سيتيه في أزقة كل مجتمع عربي، على حساب الطرق الكبرى للمصلحة العربية المشتركة العليا. خصوصية الوضع الداخلي تحتاج أن تنسجم مع عمومية الثوابت القومية الكبرى.
ولذلك ففي أقطار مثل العراق وسوريا وليبيا، على سبيل المثال، ما الفائدة من كسب الجماهير لهذا المطلب الحقوقي أو المعيشي أو ذاك، إذا كان ذلك سيكون على حساب وحدة وعروبة ذلك القطر وفاعلية دوره في الساحات العربية المشتركة؟ وبالتالي على حساب أهداف الأمة في التحرر المشترك والنهوض المشترك ووحدتها؟
النقطة الثانية: إن انقسامات وصراعات قوى المجتمع العربي المدني، وعدم قدرتها على الاتفاق حول أهداف مرحلية مشتركة واحدة تناضل من أجلها إلى أن تتحقق تلك الأهداف المشتركة، وبالتالي عدم قدرتها على وضع خلافاتها جانباً إلى أن يتحقق المشترك، فذلك هو أحد الأسباب الرئيسية لانتكاسات كل حراك شعبي كبير في الأرض العربية، وهو الذي قاد إلى ضعف فاعلية المجتمع المدني في الحياة العربية. وهو الذي هيأ لقوى أخرى، مثل الجيوش أو القوى الأجنبية أو التنظيمات القبلية والطائفية، للاستيلاء على الساحات المجتمعية العربية. وهي، أي قوى المجتمع المدني، تعرف أن تلك الانقسامات في ما بينها هي انعكاس لانقساماتها وأمراضها الداخلية، مثل غياب الديمقراطية فيها وهيمنة جماعات صغيرة عليها، لكنها لا تفعل شيئاً يذكر لا بالنسبة لإصلاح نفسها ولا للتكاتف مع بعضها لمواجهة المستبدين والفاسدين والانتهازيين.
وهذا الأمر ينطبق على المستويين القطري الوطني والقومي العربي المشترك.
النقطة الثالثة: إن النقطة السابقة المتعلقة بضعف قوى المجتمع العربي المدني، قادت المجتمعات العربية إلى وجود ظاهرة فريدة في حياتها السياسية. لقد أصبحت حياتها السياسية معتمدة بصورة مفجعة على قوى وجود الجيوش ومقدار فاعليتها في الحياة الداخلية.
إن ما حدث في العراق من انهيار تام للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بمجرد حل الجيش العراقي من قبل المحتلين الأمريكيين، وانهيار المجتمع العراقي أمام تدخل كل من هب ودب في الداخل والخارج، والصعود السريع المذهل للقوى الطائفية والعرقية والقبلية وتنظيماتها الميليشية… أظهر كم كان المجتمع العراقي يعتمد في تماسكه وعيشه المشترك على الجيش بدلاً من اعتماده على قواه الذاتية وحيوية مكوناته.
ويمكن أن نرى مماثلة لما جرى في العراق، وإن بصور مختلفة وتأثيرات متباينة، ما جرى في سوريا وليبيا واليمن ولبنان ومصر وتونس، بل وكل الأقطار العربية التي لامستها رياح الربيع العربي.
ولذلك فمثلما أن عافية الدول تعتمد على مقدار التوازن المعقول بين سلطات حكم الدولة وسلطات قوى المجتمع، ففي الحالة العربية يجب إضافة توازن قوى المجتمع مع سلطات ونفوذ وتدخلات المؤسسات العسكرية والأمنية.
لقد أصبح هذا الموضوع كابوساً في الحياة العربية وأصبح من أوجب واجبات شباب وشابات الأمة العربية أن يعملوا على إخراج الأمة من هذا الكابوس التاريخي.
إن قدر جيل الأمة الحالي أن تختاره الأقدار لحمل مسؤوليات أكبر وأثقل وأعقد من أي مسؤوليات حملتها الأجيال العربية السابقة. ونحن نشفق على هذه الأجيال عندما نحملها كل تلك المسؤوليات، لكن الأوضاع العربية أوصلها المستبدون والفاسدون وهمج الجهاد التكفيري إلى حالة البؤس التاريخي وحالة المآسي الإنسانية الكبرى.
وهذه أوضاع ستحتاج إلى جيل من نوع خاص وإلى التزام من نوع خاص وإلى تفاعل وتكاتف مجتمعي مع هذا الجيل، هما الآخران من نوع خاص.
وسيكون مفجعاً لو أن القوى المعنية لم تساند تكون جيل كهذا.