أحدث الأخبار
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد

صناعة الإنسان

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 30-11--0001

«واصطنعتك لنفسي» ليس الإنسان كسائر المخلوقات، وإنما هو صناعة ربانية متفردة، لأن الكائن الوحيد الذي أنيطت به خلافة الله على الأرض، الأمر الذي يجعل من هذا الكائن المستثنى، إمارة واضحة وعلاقة صريحة، وعبارة جلية، علي الخلق والإبداع، والاختراع، والبراعة في صياغة الكون، بعقل متدبر، متعصر قادر على مواجهة ظروف الزمن، وظروف الطبيعة وتقلباتها وتغيراتها، وتلون مظاهرها، فالإنسان هو العقل، وهو النصل، وهو الفضل، وهو الجزل في العطاء ومواكبة التغيير، بسلامة العقل، وصفاء الروح، ونقاء النفس، والقدرة الفائقة لطاقته الإبداعية.. فالكائنات الأخرى، خلقت ومعها برمجة كاملة لتسيير حياتها من دون تغيير أو تبديل أو تطوير، أما الإنسان فهو الثابت والمتحول المتجدد، والذاهب بالحداثة إلى مناحٍ واسعة، من هذا العقل الأكبر. «وأوْحى ربُّك إلى النحل أن اتَّخِذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرِشون»، «النحل» منذ بدء الخليقة وهذه النحل ينشئ بيتاً معقداً ومحكماً فيه من حكم الله تعالى، ولكن هذه النحلة لم تجد سبيلاً لتطوير أو تغيير النسق الذي أوحى لها أن تقوم به وتعيشه، وهنا الفرق من بينها والإنسان الذي منح العقل كي يفكر ويعمل، ويفعل ويجدد، ويتطور، ويحدث ويواجه معضلات الحياة بقوة العقل، وصلابة النفس، وجسارة القلب، والدول التي لم تفسح مجالاً لعقل الإنسان، تعيش أزمة التخلف والحروب والفقر والمرض، لأنها دول ارتفعت الرتابة والتقليد والعادة السيئة، والاستبداد بالعقل والتنكيل بالفكر وحرمان القلب من فتح آفاق العاطفة نحو ما يفيد وينفع.

وعندما يتحدث المرء عن العقل المتطور، يجد الإمارات في جوهر هذا العقل وفي ملكوته الواسع، لأنها البلد الذي فتح أحداث الفكر لكي يعمل ويمارس الفكر بحرية مطلقة، فأبدع الإنسان وأجاد في صناعة الحياة بوعي وانفتاح، وجاهزية في مواجهة متطلبات الحياة. الإمارات أخذت من حكمة الوحي ما أنجز وعياً وطنياً وإنسانياً، يتناظر مع الحكمة الإلهية التي دعت الإنسان إلى تفعيل العقل، وإروائه بماء المكرمات، واحترام النفس البشرية بما يتلاءم مع مكانتها في الشريعة الإسلامية والدعوة المحمدية.. ولا يمكن للإنسان أن يجد موقعاً ملائماً له على خريطة الحضارة، إلا إذا وجد المساحة الواسعة لانطلاق الفكر في خدمة مصالح الإنسان وتطوير المجتمع وهذا ما عملت لأجله القيادة الرشيدة في بلادنا، حيث وفرت إمكانيات النجاح، وأتاحت أدوات الظفر، ما يسهل على الإنسان باللحاق بركب الحضارة الإنسانية والوصول إلى المراكز المتقدمة في جميع المجالات.. فالفكر المتكلس لا ينتج نجاحاً، والعقل المترسب عند مراحل طفولية لا يسفر عن أداء متميز، والنفس المرتابة لا تبني بيت الطمأنينة، والقلب الطافح بالحقد لا يملك القدرة على بناء علاقة سليمة مع الآخر، ولأن الإمارات أصبحت قلب العالم، المعشوشب بخضرة الحب، فإنها امتلكت زمام المبادرة في صناعة الغد وصياغة واقع مزخرف بالفرح والتفاؤل، الإمارات العقل المصقول بأدوات الانتماء إلى إنسانية معافاة من أعراض التخلف، الإمارات النهر الجاري في قنوات الحلم البشري.