هكذا ترجم عنوان الكتاب للعربية «فن اللامبالاة..لعيش حياة تخالف المألوف» للكاتب الأميركي مارك مانسون، وهو من نوعية الكتب المختصة بقضايا التنمية البشرية، التي تقدم حلولاً للناس حول كيفية التغلب على عقبات الحياة بطريقة منطقية بعيداً عن التهرب والخوف منها، وقد انتشرت هذه الكتب منذ سنوات طويلة في الولايات المتحدة الأميركية، وصار لها علماء ومنظّرون، ثم انتقل الاهتمام بها إلى عالمنا العربي المستعد دوماً لتلقف كل الأفكار والتوجهات القادمة من خلف البحار!
اشتهر الكتاب في الأيام القليلة الماضية بشكل واسع جداً، لأن كاميرات المصورين التقطت صورة لمحمد صلاح لاعب منتخب مصر ومهاجم نادي ليفربول الشهير، وهو مستغرق في قراءة كتاب تعمد جاهداً إخفاء غلافه وعنوانه، لكن الفضول، وكما قتل القطة يوماً، قتل المعجبين بحثاً ونبشاً حتى توصلوا لمعرفة ماذا يقرأ نجمهم المحبوب في ذلك الظرف السيئ بعد إخفاق منتخب مصر في تحقيق أي نتيجة مرضية خلال مشاركته في مونديال روسيا لكرة القدم.
المفارقة أن الكتاب لم يحظَ بأي شهرة في العالم العربي قبل أن يُرى بين يدي محمد صلاح، لكنه اليوم تحول إلى أكثر الأسماء التي يتم البحث عنها على محرك البحث غوغل، ما جعل دار النشر تسارع لاستغلال ذلك، وما دفع مارك مانسون، مؤلف الكتاب، إلى توجيه تحية للنجم المصري على صفحته في تويتر، قال له فيها: «الكثير من الحب لك يا صلاح، استمتع بقراءة الكتاب».
باختصار يقول لنا الكتاب إن الإنسان لا يجب بالضرورة أن يكون إيجابياً طوال الوقت، وإن المفتاح إلى شخص أكثر قوة وسعادة كامن في التعامل مع الشدائد تعاملاً أفضل، لذا علينا أن نكون صادقين، وأن نتقبل أن السيئ سيئ، وعلينا أن نتعايش مع هذا ولا نتهرب من الحقائق ولا نغلفها بالسكَّر.
كنت على الدوام مقتنعة بأن قول الحقيقة في جملة قصيرة أفضل من إضاعة الوقت في تزييف الصورة عبر اختراع قصص طويلة ومملة، وغالباً كاذبة، لنحاول أو لنجرب أن نقول الحقيقة كما هي كجرعة الدواء المر، فالحقيقة الفجة الصادقة يمكنها أن تكون مريحة ومنعشة أحيانا، وهو تحديداً ما نحتاجه في أوقات صعبة لا يمكننا تمريرها بالمجاملات الفارغة.