قالت وكالة فرانس برس الفرنسية إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وصل إلى باريس اليوم الأحد، في مستهل زيارة رسمية يُتوقع أن تشهد توقيع صفقات في مجالات الطاقة والنقل، تعزز العلاقة المتنامية بين الدولة الخليجية وفرنسا الباحثة عن تنويع مصادرها من المحروقات.
ولم تتناول وسائل الإعلام الرسمية خبر مغادرة صاحب السمو رئيس الدولة حتى اللحظة (22:40 بتوقيت الإمارات).
وفي أول زيارة خارجية له كرئيس للإمارات، سيلتقي رئيس الدولة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين في قصر الإليزيه قبل أن يجتمع بمسؤولين فرنسيين آخرين بينهم رئيسة الوزراء.
وتأتي زيارته في أعقاب أول جولة شرق أوسطية للرئيس الأميركي جو بايدن منذ تسلّمه إدارة البيت الأبيض، والتي سعت إلى إعادة تأكيد نفوذ واشنطن في المنطقة لكنّها فشلت في أن تنتج أي اختراق حقيقي، خصوصا في السعودية.
وواشنطن وباريس حريصتان على دفع المملكة والإمارات للمساعدة في خفض أسعار المحروقات المرتفعة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا من طريق ضخ مزيد من النفط، وفق فرانس برس.
وقال مستشار رئاسي في الاليزيه لوكالة فرانس برس إنّ أحد أهم البنود خلال زيارة رئيس الامارات هو "الإعلان عن ضمانات تقدّمها الامارات بشأن كميات امدادات المحروقات (الديزل فقط) لفرنسا".
وأضاف المصدر أنّ "فرنسا تسعى إلى تنويع مصادر إمدادها على خلفية الصراع في أوكرانيا، وضمن هذا السياق يتم التفاوض على هذه الاتفاقية"، علما ان الإمارات لا تزود فرنسا بالديزل في الوقت الحالي.
كما سيتم توقيع مذكرات تفاهم وعقود في مجال الطاقة والنقل ومعالجة النفايات خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام.
وقد نمت العلاقات بين البلدين بشكل كبير في السنوات الماضية. والإمارات موطن للفرع الأجنبي الوحيد لمتحف اللوفر. وفي ديسمبر وقّعت عقدا قياسيا بقيمة 14 مليار يورو لشراء 80 طائرة حربية من طراز رافال.
والإمارات هي موطن أكبر جالية من المغتربين الفرنسيين والفرنكوفونيين في منطقة الخليج.
وتولّى الشيخ محمد بن زايد منصبه في مايو بعد وفاة أخيه غير الشقيق الشيخ خليفة بن زايد المريض منذ فترة طويلة.
وتستضيف الدولة الغنية قوات أميركية وكانت شريكا استراتيجيا لواشنطن منذ عقود، لكن علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دول كبرى أخرى آخذة في النمو.
ودعا بايدن السبت نظيره الإماراتي لزيارة الولايات المتحدة ، في لفتة ودية بعد شهور من العلاقات المتوترة على خلفية حرب أوكرانيا وقضايا أخرى.
وقالت الخبيرة في شؤون الخليج آن غاديل إن زيارة فرنسا "لها بالطبع بعد رمزي للغاية وتوضح (..) العلاقة الشخصية الجيدة بين ماكرون ومحمد بن زايد"، لكنّها "ستتمحور حول قضايا الطاقة في وقت تشعر الدول الأوروبية بالقلق من ارتفاع التضخم المدفوع بزيادة أسعار الطاقة".
وتابعت "إنها أيضًا إشارة إلى الولايات المتحدة (...) بمعنى: لسنا في عجلة من أمرنا للاستجابة لمطالب الولايات المتحدة بأي ثمن".