تحتفل دولة الإمارات اليوم الأحد بـ"يوم المرأة الإماراتية"، في الوقت الذي لا تزال معتقلتا الرأي "مريم البلوشي، وأمينة العبدولي" محتجزتين في سجون أبوظبي منذ 2015.

وتحتفل السلطات في البلاد بهذا اليوم، الذي يوافق 28 أغسطس من كل عام، للاحتفاء بدور المرأة الإماراتية في تنمية البلاد، وإبرازها على المستوى الإقليمي والدولي.

وفي هذه المناسبة؛ استذكر حقوقيون دور الناشطات الحقوقيات الإماراتيات، في حين طالبت العديد من المنظمات والمراكز الحقوقية أبوظبي بسرعة الإفراج عن المعتقلتين البلوشي والعبدولي، وتأكيد "صورة التسامح" التي تسعى أبوظبي للظهور بها عالمياً.

واعتُقلت مريم البلوشي في 2015، ونسبت السلطات إليها تهماً بالإرهاب، فيما اعتقلت العبدولي في نفس العام بسبب تضامنها مع السوريين.

ودعا المركز الدولي للعدالة وحقوق الانسان "في يوم المرأة الإماراتية السلطات للإفراج عن الناشطتين أمينة العبودلي ومريم البلوشي وإنهاء احتجازهما التعسفي فورا". مؤكداً أن "الحرية هي حق لكل إنسان؛ وحرية التعبير ليست جريمة".

من جانبه، طالب مركز مناصرة معتقلي الإمارات أبوظبي "بالإفراج عن معتقلتي الرأي أمينة العبدولي ومريم البلوشي اللتين انتهت فترات محكومتيهما، وإعادتهما إلى أحضان عائلتيهما".

وأكد المركز، المعني بمناصرة المعتقلين السياسيين في الإمارات، "إن الاحتفال بالمرأة لا يقبل التمييز، ولا يمكن أن يكون على حساب المظلومات في سجون الإمارات".

أما مركز الإمارات لحقوق الإنسان فأشار إلى أن الإمارات "تحتفل في الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام بيوم المرأة الإماراتية تكريمًا وإيمانًا بالدور الفاعل للمرأة في بناء المجتمع".

وأضاف المركز على حسابه في تويتر: "نستغل هذا اليوم لتذكير السلطات الإماراتية بمعتقلات الرأي أمينة العبدولي ومريم البلوشي اللاتي ما يزلن يقبعن تحت الانتهاكات في السجون".

وطالبت "عواطف الريس" زوجة معتقل الرأي عبدالسلام المرزوقي، "بالإفراج عن المعتقلتين أ. أمينة العبدولي، والطالبة مريم البلوشي اللتان لفقت لهما تهمة جديدة بعد انتهاء محكوميتهما لمناشدتهما منظمات حقوق الإنسان بالإفراج عنهما نتيجة الأوضاع اللاإنسانية في سجن الوثبة في أبوظبي".

من جانب آخر، أكدت الريس، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، أن "الكثير من نساء معتقلي الإمارات يتعرضن للتمييز العنصري من قبل الحكومة، وتنتهك حقوقهن الإنسانية والمدنية، ويمنعن من السفر، وسحب الجنسية عن بعضهن، والتضييق عليهن في الوظيفة، والراتب التقاعدي، وتخليص المعاملات الرسمية".

من جانبه أشار رعد محمد، إلى أن "فكرة تخصيص يوم للمرأة بدأت في الولايات المتحدة للمطالبة بتحسين وضع المرأة وإعطائها حقوقها السياسية والاجتماعية، ثم انتشرت الفكرة عالميا".

وأضاف أن الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية يجري كما تريده السلطات في  الإمارات لا كما تريده المرأة الإماراتية. مذكّراَ بأمينة العبدولي ومريم البلوشي.

إلى ذلك، تذكّر حقوقيون الناشطة الحقوقية الراحلة آلاء الصديق، التي توفيت منتصف 2021 بحادث سير في لندن، وعلياء عبدالنور، التي توفيت جراء الإهمال الطبي في سجون أبوظبي.

وتحدث مركز الإمارات لحقوق الانسان عن الراحلة آلاء الصديق، بأنها "أيقونة إماراتية، ناضلت لأجل حرية معتقلي الرأي، وكانت صوتًا صادحًا لهم، حملت قضية والدها محمد الصديق المعتقل في سجون أبوظبي وبقية المعتقلين على أمل أن يعانقوا الحرية.

وأضاف "في يوم المرأة الإماراتية.. لروحكِ الرحمة آلاء وستبقى رسالتك حاضرةً دومًا".

وأضاف المركز أنه "في يوم المرأة الإماراتية وبينما تروّج الإمارات لشعاراتها بالاهتمام بمكانة المرأة وحضورها، نستذكر الراحلة علياء عبدالنور التي توفيت بعد رحلة معاناة قاسية بدأت بلحظة اعتقالها ثم استمرت داخل السجن وهي تصارع مرض السرطان، فكشفت برحيلها زيف جميع شعارات الحقوق والحريّات والتسامح".

أما صاحبة حساب سُهى فقالت: "في يوم المرأة الإماراتية نستذكر المُعتقلات في سجن الوثبة أمينة العبدولي ومريم البلوشي والشهيدة علياء عبدالنور التي فارقت الحيَاة في السجن نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد بعد صراع مع مرض السرطان، والمغفور لها آلاء الصديق التي كرّست شبابها للدفاع عن حريّة أبناء شعبها في التعبير".

يشار إلى أن العبدولي والبلوشي كانت قد سربتا في 2019 تسجيلاً شرحا فيه معاناتهما داخل سجن الوثبة، ما دعا السلطات إلى تمديد حبسهما ثلاث سنوات إضافية، تضاف إلى محكوميتهما السابقة التي انتهت في نوفمبر 2020، بتهمة تسريب معلومات كاذبة.

يشار إلى أن فكرة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، جاءت بهدف إبراز تجربة وتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات؛ كنموذج رائد يحتذى به في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، إضافة إلى رسم خارطة طريق لاستشراف مستقبل المرأة الإماراتية بما يضمن استدامة الإنجازات ومشاركتها الفاعلة في مختلف المجالات.

وأُعلن عن هذه المناسبة لأول مرة في 30 نوفمبر 2014، عندما خصصت الشيخة فاطمة بنت مبارك، الملقبة بـ"أم الإمارات" تاريخ 28 أغسطس من كل عام ليكون يوماً وطنيا للاحتفاء بالمرأة الإمارتية والاحتفال بإنجازاتها.

ويأتي اختيار تاريخ 28 أغسطس لهذه المناسبة، كونه اليوم الذي باشر فيه المجلس الأعلى للاتحاد النسائي العام ومكون من الشيخات رئيسات الجمعيات النسائية عمله في رسم خريطة عمل موحدة لجهود تمكين المرأة الإماراتية، وذلك بعد يوم واحد من الإعلان عن تأسيس الاتحاد النسائي العام في 27 أغسطس عام 1975.