وذلك ليس بغريب على قيادة وطن تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها، هذا الإنسان الذي تحرك له طائرات خاصة لنقله عند حدوث أي طارئ- كما لمسنا وتابعنا في وقائع سابقة. لفتات الإنسانية تعبر دوماً عن روح الأسرة الواحدة التي تتجلى وتميز دائماً العلاقة بين أبناء الإمارات وقيادتهم، التي أصبحت أنموذجاً يقتدى لحسن الرعاية والمتابعة والاهتمام. وهي محل فخر واعتزاز كل إماراتي. ونحن على ثقة بأن السلطات البريطانية، وفي مقدمتها شرطة «سكوتلانديارد» ستتوصل للجاني وتقدمه للعدالة، من أجل أخذ حق الضحايا ولرد الاعتبار وصورة الأمن والأمان للمدينة السياحية المفضلة للكثير من أبناء الإمارات والسياح الخليجيين، خاصة أن الحادث وقع في فندق يقع في المنطقة التجارية والسياحية الأولى في المدينة، وكي لا تكون له تأثيراته المباشرة على حركة السياحة الخليجية، خاصة مع الجهد الكبير الذي تبذله بريطانيا لزيادة أعداد السياح الخليجيين إليها، وما تضخه عائدات السياحة في شرايين الاقتصاد البريطاني.
ولعل هذه الحادثة المؤلمة مناسبة للتذكير كل مسافر سائحاً أو دارساً أو رجل أعمال عندما يكون خارج بلاده، بأن يكون في حالة يقظة دائمة، حتى لا يكون صيداً سهلاً لضعاف النفوس واللصوص والمجرمين المنتشرين في كل مكان، وألا يلفت الأنظار بحمل مبالغ مالية كبيرة أو مجوهرات وساعات ثمينة. وأن يلاحظ ما إذا كان هناك من يتابعه أو يرصد تحركاته. وأن يضع الوثائق والأشياء الثمينة في الخزانات المخصصة لذلك في الفنادق وأماكن الإقامة. وحتى عندما يكون في الفنادق لا يفتح الباب إلا بعد التأكد من هوية الطارق، وكذلك أن يحتفظ بأرقام الطوارئ في المدينة التي يزورها، فالإنسان يكون معرضاً لأي طارئ أينما كان. وقبل ذلك كله التسجيل في خدمة «تواجدي» على موقع وزارة الخارجية، وهي خدمة مصممة خصيصاً لمواطني الدولة في الخارج، لتلبية احتياجاتهم عند الطوارئ والأزمات. وعلينا أن نتذكر أن ليس كل مكان نقصده بمستوى واحة الأمن والأمان التي نتفيأ ظلالها في إمارات الخير والمحبة. والله نسأل السلامة للجميع، وأن يرد كل مسافر سالماً غانماً معافى للوطن ولعائلته.