أيد معظم الشعب الإماراتي عملية "طوفان الأقصى" واعتبروه حقاً مشروعاً للشعب الفلسطيني والأمة العربية، داعين سلطات الدولة إلى إلغاء اتفاق التطبيع الذي "يربطنا بجرائم الاحتلال".

ونادراً ما تأخذ مشاعر الغضب لدى الإماراتيين شكل مظاهرات عامة أو انتقاداً مباشر للنظام؛ حيث يعد التعبير عن معارضة سياسات الحكومة محظوراً في الدولة وقد يؤدي إلى السجن المؤبد، ويتم مناقشته بشكل خاص مع أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين خوفاً من الاعتقال في ظل تفشي القمع؛ لكن كان هناك تعبير عن التأييد للمقاومة الفلسطينية والغضب من الجرائم الصهيونية تجاه غزة.

وتحدث المواطنون الإماراتيون على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس"، تويتر سابقاً، عن تنديدهم بجرائم الاحتلال، ودعم عملية "طوفان الأقصى".

وقال الأكاديمي والسياسي عبدالخالق عبدالله، المقرب من دوائر صنع القرار في أبوظبي إن "مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني الغاصب حق مشروع يستحق دعم الشرفاء في العالم. دعاؤنا لكم بالنصر يا أبطال المقاومة".

وأضاف أن طوفان الأقصى "تسببت بانتكاسة كبيرة لإسرائيل المتغطرسة التي تزداد غطرسة وعدوانية يوما بعد يوم". مشيراً إلى أن "حدث اليوم الذي فاجأ الإسرائيليين له أهمية كبيرة".

ولفت إلى أن رد الفعل الإسرائيلي المتوقع هو "المزيد من المجازر والجرائم ضد الإنسانية في فلسطين في الأيام القادمة".

وكانت الخارجية الإماراتية قد أصدرت بياناً يوم السبت أعربت خلاله عن قلقها الشديد إزاء ما أسمته "تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

من جهته دعا رئيس الرابطة الإمارتية لمقاومة التطبيع أحمد الشيبة النعيمي، الدولة إلى إنهاء التطبيع مع الكيان الصهيوني في أسرع وقت.

وأضاف موجهاً خطابه للمسؤولين في أبوظبي: "أنتم تستندون إلى كيان يتهاوى كل يوم، وصورتكم عند شعوب المنطقة تزداد سوءا".

أما أمل فقالت إن "اندفاع الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه وتطرفه ضد فلسطين وحقوق شعبها ومقدساتها، مطمئنا عجز المجتمع الدولي وغض الطرف عن جرائم الاحتلال".

وأضافت: "مقاومة المحتل وتحرير الأرض هو حق تعترف به المواثيق الدولية، وتمجده المبادئ الإنسانية".

من جهته قال الباحث السياسي والأكاديمي إبراهيم آل حرم إن "المشاهد القادمة من أرض فلسطين فيها من الفخر والعزة والكرامة ما يجعل كل عربي ومسلم وحر في هذا العالم يشعر بالعزة والكرامة".

وتابع: "حدث مثل هذا يسقط كل مشاريع الاحتواء والتطبيع في المنطقة لتعود لحقيقة الصراع بيننا وبين الكيان الصهيوني الغاصب".

وأضاف آل حرم: "لا أعلم إن كانت المقاومة تستطيع أن تحكم قبضتها على الأراضي المسترجعة من الكيان الصهيوني في هذه المرحلة أم لا. ولكن المهم في هذا الخبر أن مسألة تحرير فلسطين لم تعد حلماً بعيد المنال، هي مسألة وقت أمام هذه المقاومة الشجاعة".

إماراتي آخر -حساب آخر موثق- يسمي نفسه الأميري يقول: "حرب اشتعلت نتمنى السلام للشعب الفلسطيني والأبرياء؛ اسرائيل تقصف الأبراج السكنية والنازحين كثيرون جريمة التطرف".

وعلى الرغم من القمع المتفشي في الدولة إلا أن معظم الإماراتيين رفضوا التطبيع مع الاحتلال، بل حدثت تعبئة كبيرة ومشاركة نشطة على منصات التواصل الاجتماعي في أعقاب الأحداث، مثل اقتحام قوات الأمن الإسرائيلية للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك وقتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة العام الماضي.

ولا يزال صدى القضية الفلسطينية يتردد بين الجمهور الإماراتي بغض النظر عن عمر المواطنين، وظلت مظاهر التضامن مع محنة الفلسطينيين نمطاً متكرراً. ويرى أكثر من 75% من الإماراتيين أنهم لا يرون فائدة من اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، حسب مركز دراسات في واشنطن يمثل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.