أحدث الأخبار
  • 11:29 . الذهب يواصل المكاسب مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية... المزيد
  • 11:01 . أنجيلا ميركل: سعيتُ لإبطاء انضمام أوكرانيا للناتو بسبب مخاوف من رد روسي... المزيد
  • 10:54 . منافسات جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن 2024 تنطلق الإثنين المقبل... المزيد
  • 10:45 . النفط يصعد وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية... المزيد
  • 10:38 . عاصفة مميتة تضرب شمال غرب أمريكا وتحرم مئات الألوف من الكهرباء... المزيد
  • 10:30 . دبلوماسي سوداني: مجلس الأمن تلقى تقريراً سرياً عن دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 10:20 . مجلس الشيوخ يعيق محاولة وقف مبيعات أسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 10:13 . وزير يمني سابق يتحدث عن وصول طائرات عسكرية من الإمارات إلى شبوة... المزيد
  • 01:03 . الإمارات تأسف للفيتو الأمريكي ضد قرار وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 12:10 . الموارد البشرية: ضبط 1934 منشأة خاصة تحايلت على "مستهدفات التوطين"... المزيد
  • 09:48 . الأردن تسجن النائب السابق "عماد العدوان" 10 سنوات بتهمة تهريب أسلحة إلى فلسطين... المزيد
  • 09:35 . ترامب يختار مسؤولة مصارعة سابقة وزيرةً للتعليم... المزيد
  • 09:21 . رئيس الدولة وملك الأردن يبحثان المستجدات في غزة ولبنان... المزيد
  • 09:15 . فيتو أمريكي في مجلس الأمن على مشروع قرار يطلب وقف النار في غزة... المزيد
  • 08:07 . محكمة باكستانية تطلق سراح عمران خان بكفالة في "قضية الفساد"... المزيد
  • 08:05 . مريم البلوشي وأمينة العبدولي.. تسع سنوات خلف قضبان أبوظبي... المزيد

"طوفان الأقصى".. كيف سيتردد صداها في أبوظبي؟

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 08-10-2023

شنت المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، يوم السابع من أكتوبر 2023 عملية عسكرية واسعة النطاق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقتلت وأصابت وأسرت أكثر من 2700 إسرائيلي، واقتحمت أكثر من 20 بلدة، ما دفع الإسرائيليين لإعلان حرب للمرة الأولى منذ نصف قرن.

كانت العملية مفاجئة لكل أجهزة الاستخبارات وصادمة للاحتلال الإسرائيلي والتي أسقطت صورة الجيش المنيع والاستخبارات المذهلة؛ وهي الصورة التي جرى تسويقها من أجل جلب التطبيع الإماراتي والذي عزل أبوظبي عن القضية الفلسطينية.

فكيف كانت أصداء اليوم الأول من العملية الفلسطينية في أبوظبي؟

في 2020 وقعت أبوظبي ما تسمى بـ"اتفاقية أبراهام" للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي رغم الرفض الشعبي الكبير الذي اعتبره تصفية للقضية الفلسطينية. قالت الدولة في ذلك الوقت إن الهدف هو إيجاد "سلام" للفلسطينيين ووقف للاستيطان. ولم يجلب الاتفاق السلام، لكنه دفع المزيد من التطرف اليميني الصهيوني في الكنيست وفي حكومة نتنياهو.

وظهر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي يحمل خارطة لـ"إسرائيل" تضم الضفة والقدس وكل الأراضي الفلسطينية، وهو أمر مرّ دون إدانة من المسؤولين الإماراتيين ومندوب الدولة في مجلس الأمن.

وحسب مصطفى البرغوثي المسؤول والباحث الفلسطيني، فإن دول التطبيع -من بينها الإمارات- أشاعت عن ضعف الفلسطينيين والقدرات الكبيرة للاحتلال الإسرائيلي. مضيفاً أن العملية الأخيرة تثبت عكس توقعات التطبيع العربي، وأن القوة الفلسطينية أكبر مما يعتقدون.

وكان البيان الرسمي الإماراتي حول العملية ضعيفاً للغاية، حيث أعربت وزارة الخارجية "عن قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين". على عكس بيانات دول الخليج الأخرى، بما في ذلك بيان مجلس التعاون الخليجي الذي حمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة لتدهور الأوضاع. والبيان القطري الذي حمّل الاحتلال الإسرائيلي "وحده" المسؤولية.

وهو ما دفع الأكاديمي والسياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله-الذي أيد عملية طوفان الأقصى- إلى امتداح البيان القطري بالقول: "أقف احتراما لبيان قطر الذي يحمل الاحتلال الإسرائيلي وحده مسؤولية التصعيد بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني". ولم يعلق عبدالخالق عبدالله على بيان أبوظبي.

بيان أبوظبي الهزيل ركز عليه الباحث في شؤون الشرق الأوسط والمنطقة "‏صموئيل راماني‏" واعتبره أضعف الردود الخليجية، مشيراً إلى أن قطر حملت الاحتلال المسؤولية، والكويت نددت بالهجمات الإسرائيلية الصارخة، والسعودية أكدت على إلقاء اللوم على الاحتلال، فيما سلطنة عُمان دعت لضبط النفس. أما الإمارات فدعت إلى خفض التصعيد.

تجاهل الإمارات

ويبدو أنه جرى إزاحة الإمارات من الحديث حول القضية الفلسطينية بما في ذلك الوساطة، وهو ما كان ثابتاً قبل التطبيع من اتصالات الدول الخليجية والعربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. في هذه العملية يبدو أنه يجري إزاحة أبوظبي من الطريق وهو ما يقتل واحداً من أهم الأهداف للتطبيع أن تكون الإمارات قوة إقليمية مؤثرة في ملفات المنطقة، إذ نبتعد عن أهم قضية في الشرق الأوسط بل والعالم.

وأجرت خارجيات السعودية ومصر والأردن وقطر اتصالات مكثفة ومشتركة لبحث مستجدات تطورات الأوضاع في غزة ومحيطها، والعمل على وقف التصعيد بين الجانبين.  فيما ذكر الرئيس الأمريكي، في كلمة متلفزة: "وجهت فريقي للتواصل مع زعماء الشرق الأوسط بمن فيهم قادة السلطة الفلسطينية ومصر وقطر والسعودية والأردن وعمان وتركيا والإمارات وشركاؤنا الأوروبيون".

وخلال السنوات الثلاث كانت جرائم الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين مشكلة أكبر للإمارات، حيث "أدت إلى فقدان مصداقية الإمارات في العالم العربي الأوسع"، بما في ذلك الحكومات؛ حيث انتقد وزير الخارجية الكويتي سالم العبدالله الجابر الصباح تطبيع أبوظبي مع الاحتلال، مؤكداً عدم إحراز أي تقدم في عملية السلام منذ توقيع اتفاق التطبيع.

وأخذت العلاقات بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي منحى تصاعدياً حاداً، خلال السنتين الأوليين من التطبيع، حتى أن اتفاقياتها وعلاقاتها فاقت التطبيع مع مصر، والقائمة منذ 44 عاما، ومع الأردن منذ 29 عاما؛ وكان معظم التطبيع متعلقاً بالرؤية الأمنية للإمارات مع التهديدات المحيطة والحصول على تكنلوجيا الدفاع، ويبدو أن الهجوم الفلسطيني بدد الصورة المتخيلة لدى أبوظبي عن الجيش والتقنية الإسرائيلية!

أعلن الاحتلال ارتفاع قتلاه إلى 600 وأكثر من 2000 جريح نتيجة صواريخ المقاومة

الاستثمارات في التكنلوجيا والمخابرات

وتوصف عملية "طوفان الأقصى" بكونها الأعظم والأكبر منذ الانتصار العربي في السادس من أكتوبر منذ 1973م، وأنهت الصورة التي يسوقها الإسرائيليون عن الجيش الذي لا يقهر، والمخابرات الأكثر وصولاً للمعلومات، والردع المتأهب، وتكنلوجيا الدفاع المتقدمة. وهو أمرٌ بالغ الأهمية للإمارات.

حيث استثمرت الإمارات في تكنلوجيا السلاح الإسرائيلية؛ كما تشير التقارير إلى صفقات مثل بيع أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، وتطوير مشترك للطائرات العسكرية بدون طيار، والتي اكتسبت أهمية متزايدة للدولة بعد هجوم ميليشيا الحوثيين في اليمن على أبوظبي في يناير 2022. لكن بعد مشاهدة هذا الفشل الذريع للقوات الصهيونية وسقوط صورتها كقوة ردع قادرة على التصدي يدعو أبوظبي لإعادة دراسة تلك الاتفاقات والصفقات المسيئة للسمعة قبل أن تفقد جدواها العسكرية وإنهائها قبل أن تتلطخ الإمارات بعار الحلفاء الجدد.

إعادة تقدير

في السنوات الأخيرة بدأت الدولة إعادة قراءة السياسة الخارجية أكثر من مرة مع المتغيّرات الدولية. وعملية "طوفان الأقصى" ستعيد رسم الاستراتيجيات في الشرق الأوسط، بعد أن أنهت الإذلال العربي الذي تصوره اتفاقيات التطبيع "كمهزوم مستجدٍ للسلام يمنح مكرمة من الاحتلال" إلى الفلسطيني العربي القوي الذي يردع العدوان ويستعيد الأرض.

لذلك يتوقع المواطنون -كما يتوقع العالم العربي قبل الفلسطينيين- أن تتراجع الدولة عن اتفاق التطبيع، وسيكونون بانتظار طرد الإسرائيليين وسفير الكيان وتجميد كل الصفقات للاستثمار؛ فنحن أمام مرحلة جديدة يجب أن تكون دولتنا كما يريدها الآباء المؤسسون في قلبها.