انتقد إعلاميون وسياسيون عرب ما أعلن عنه مسؤولون عسكريون مصريون، مؤخراً وتناقلته بعض وسائل الإعلام الدولية، والذي يفيد أن كل من مصر والسعودية ودولة الإمارات والكويت تبحث إقامة حلف عسكري لمواجهة "المتطرفين" في المنطقة، خاصة في ليبيا واليمن.
فقد هاجم المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة المصري، التحالف العسكري، الذي كشفت عنه بعض وسائل الإعلام الدولية، بين مصر ودول خليجية لمواجهة من وصفتهم بـ "المسلحين الإسلاميين".
وقال شيحة في تصريحات صحفية إن هذا التحالف جزء من التحالف الغربي العربي الذي ليس من أهدافه القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فالأمريكان يغسلون أيديهم من التورط ويكفيهم تحريك أتباعهم لتظل الفاتورة تحصل على مال خليجي وجندي مصري بتعليمات صهيونية أمريكية.
 وأضاف شيحة: "الأمريكان لم يكن لهم هيمنة من قبل على المنطقة كما هو الحال الآن، فلديهم أتباع ممن يُطلق عليهم ملكيين أكثر من الملك أو أمريكيين أكتر من العم سام".
 وذكر شيحة أن من وصفه بقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي بترتيباته مع دولة الاحتلال يحتاج الدعم الخليجي الذي بدا في التخلي عنه ماديًا، كما أنه يحتاج غطاءً لتدخله في ليبيا، والسعودية تريد تأمين حدودها بعدما انقلب السحر على الساحر في اليمن، والكويت، مضيفًا: "نظام الإمارات تخلى عن عروبته منذ زمن، لذا فهو يدار بنفس بأسلوب عمالة محمد دحلان، فهم الطابور الخامس والشوكة في خاصرة العروبة والإسلام".
 ومن جهته قال الدكتور ثروت نافع، وكيل لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى السابق، إن التحالف المصري الخليجي لمحاربة من أسموهم المتطرفين هو امتداد طبيعي للتحالف مع الغرب ضد الإسلاميين، وهو محاوله للتقرب من الولايات المتحدة التي تساعد على انتشار التطرّف في الشرق الأوسط بمناصرتها للأنظمة الاستبدادية.
 وأوضح في تصريحات صحفية أنه تحالف إعلامي، ولا يعقل أن تدعي الولايات المتحدة رغبتها في أن يسود العدل والحرية في العالم حتى لا ينتمون الإرهاب، ثم هي تساند أنظمه تَخَلَّق الإرهاب حتى تستبد بحكم شعوبها.
بدوره اللواء عادل سليمان، مدير منتدى الحوار الاستراتيجي، فقد أكد أن فكرة تشكيل وحدات مشتركة للقوات المسلحة بين الدول أمر وارد ويكون دائماً محكوم بعدد من الأهداف.
وقال في تصريح لقناة "الجزيرة مباشر": إن إعلان السيسي أن أمن الخليج جزء من أمن مصر، يؤكد أن هناك نوعا من التنسيق بين مصر والخليج على المستوى العسكري، مستبعداً فكرة أن يكون الهدف من هذا التحالف هو تشكيل غطاء سياسي للتدخل البري في ليبيا أو اليمن.
 أما ياسر الزعاترة الكاتب والمحلل السياسي الأردني، فكان له رأي آخر حيث أكد أن الهدف الأساسي من التحالف المصري الخليجي هو مساندة قوات حفتر في ليبيا، مشيرًا إلى أن مسألة التدخل في اليمن أكثر تعقيداً بسبب ظهور إيران في المشهد اليمني.
 الولايات المتحدة الأمريكية من جانبها، نفت أن يكون لديها ما يؤكد التقارير الصحفية التي تناقلتها وسائل إعلام عالمية حول تشكيل تحالف عسكري يضم مصر ودول الخليج، لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات "الإرهابية" الأخرى في المنطقة.
  وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن هناك اتصالا وثيقا بين واشنطن والدول التي زعم تشكيلها للتحالف العسكري الجديد، بصفتهم أعضاء بالتحالف الدولي لمكافحة داعش، وهناك مشاورات مستمرة حول الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك الدول، مؤكدة في تصريح صحفي لها اليوم، أن الولايات المتحدة تدعم دور مصر ودول الخليج في التحالف الدولي.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قد قالت الاثنين الماضي إن مصر تنشئ تحالف مع السعودية والإمارات والكويت لمواجهة المسلحين الإسلاميين"، مع إمكانية تأسيس قوة مشتركة للتدخل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، نقلاً عن مسؤولين عسكريين مصريين بحسب الوكالة.