قالت دولة الإمارات إن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني، ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في البلاد، مؤكدة أن الحل يكمن في حكومة مستقلة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الذي استضافته المملكة المتحدة بالتعاون مع ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، بمشاركة وزراء خارجية وممثلين رفيعي المستوى من دول عدة، إلى جانب منظمات إقليمية ودولية، حيث مثلت الإمارات لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ورئيسة وفد الدولة في المؤتمر.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن نسيبة سلّطت الضوء على تداعيات الصراع المدمر والمعاناة المستمرة للشعب السوداني، بما في ذلك ارتكاب فظائع إنسانية على نطاق واسع، والعنف الجنسي الممنهج، واستخدام الأسلحة الكيميائية، ومنع المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح ضد المدنيين. وأدانت بشدة هذه الانتهاكات، داعية إلى محاسبة جميع المسؤولين عنها، خاصة في الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، ومخيمي زمزم وأبو شوك قرب الفاشر.

وشددت نسيبة على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم يكمن في تشكيل حكومة مدنية مستقلة بعيدة عن سيطرة السلطة العسكرية، ضمن عملية سياسية شاملة يقودها السودانيون أنفسهم. داعيةً إلى إنشاء آلية لمراقبة دخول الأسلحة إلى السودان.

كما طالبت بآليات دولية جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية وعرقلة المساعدات، وشددت على ضرورة التصدي للبعد الإقليمي للصراع، محذرة من أن يصبح السودان ملاذاً للتطرف والإرهاب وتهديداً للأمن البحري.

وأكدت أن استخدام السيادة بشكل استبدادي لا يبرر حدوث المجاعة أو استهداف المدنيين والعاملين في الإغاثة، وأن المجتمع الدولي يجب أن يضمن وصول المساعدات الإنسانية ومحاسبة من يعيقها.

وفي ختام كلمتها، شددت نسيبة على أن ضعف التنسيق الدولي لا يمكن تبريره، وأن المرحلة تتطلب قيادة دولية قوية وإجراءات جماعية حاسمة لدعم السودان وشعبه.

ومنذ اندلاع الصراع، قدمت دولة الإمارات أكثر من 600 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة، مؤكدة التزامها بدعم الشعب السوداني بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

وعلى هامش المؤتمر، عقدت نسيبة سلسلة اجتماعات ثنائية مع مسؤولين دوليين، من بينهم وزير الخارجية البريطاني، ومسؤولون من كينيا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأمس الثلاثاء، اتهمت أبوظبي القوات المسلحة النظامية في السودان، وقوات "الدعم السريع" التي تمولها أبوظبي، بالوقوف وراء استمرار الفظائع ضد المدنيين في عدد من مناطق البلاد.

وأكدت وزارة الخارجية في بيان رسمي، إدانة أبوظبي "بشكل لا لبس فيه" للهجمات الأخيرة التي استهدفت المدنيين في إقليم دارفور، ولا سيما "الهجمات الوحشية على مخيمي زمزم وأبو شوك" قرب مدينة الفاشر.

ودعت الإمارات إلى "المساءلة الكاملة عن الجرائم المرتكبة"، مؤكدة ضرورة وضع حد للاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى وقف القصف العشوائي الذي طال مدارس وأسواقاً ومستشفيات.

يأتي ذلك، بعد أيام من اتهام السودان أبوظبي بالتواطؤ في إبادة جماعية خلال جلسة استماع في محكمة العدل الدولية بلاهاي.

وأكد السودان أن الإبادة الجماعية المزعومة ضد مجتمع المساليت في دارفور على يد قوات الدعم السريع ما كانت لتتحقق لولا الدعم الإماراتي.  

اقرأ أيضاً:

العدل الدولية تنظر اليوم في شكوى السودان ضد أبوظبي.. وقرقاش يعلق: "تشويش ممنهج"

أبوظبي تدافع عن نفسها في أول قضية جنائية لها أمام محكمة العدل الدولية

السودان ينفي سعيه للتطبيع مقابل التهدئة مع أبوظبي والدعم الأمريكي