تصاعدت الأزمة بين أبوظبي وسفير الاحتلال الإسرائيلي لديها، يوسي شيلي، في ظل تقارير متواترة عن مطالبات إماراتية باستبعاده بسبب سلوكيات "غير لائقة" ومواقف محرجة أحرجت الطرفين

وقال الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار، في تعليق لافت: "سفير إسرائيل في الإمارات قليل أدب.. ويا غريب كن أديب"، في إشارة مباشرة إلى شيلي.

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر مطلعة أن سلطات الإماراتية أبلغت تل أبيب، عبر قنوات غير رسمية، أن شيلي أصبح "شخصًا غير مرغوب فيه"، بسبب سلوك اعتُبر مسيئًا ويضر بـ"شرف الدولة"، بما في ذلك واقعة تحرش بإحدى المضيفات في حانة بأبوظبي.

حوادث متكررة وتجاوزات محرجة

أفادت القناة 12 العبرية بأن شيلي، في إحدى سهراته الليلية بأبوظبي، تصرف بطريقة "غير لائقة"، من بينها مغازلة نساء والاقتراب الجسدي المفرط، وهو ما اعتبرته مصادر إماراتية سلوكًا "يتجاوز حدود اللباقة الدبلوماسية". وقال مسؤول خليجي للقناة إن "سلوك شيلي لم يكن مقبولًا، بل إنه يضر بشرفنا".

وأكدت القناة أن الحادثة وقعت قبل عدة أشهر، لكن تم التكتم عليها ولم تُكشف إلا مؤخرًا، فيما أدلى حراسه الشخصيون بشهاداتهم حول الواقعة لرؤسائهم في تل أبيب.

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن مسؤولين إماراتيين أعربوا عن رغبتهم في استبدال شيلي بشخصية أمنية رفيعة، نظراً لاهتمامهم بالتعاون الدفاعي مع "إسرائيل"، مثل الوزير السابق آفي ديختر أو أحد الجنرالات المتقاعدين.

وقالت الصحيفة إن شيلي أصبح "بطة عرجاء"، ولم يعد يحظى بلقاءات رسمية، ولا يرغب أحد بالتعامل معه.

سوء تصرف مستمر وتمرد على الحراسة

وبحسب قناة "كان"، دخل شيلي في خلافات مع فريق حراسته، ورفض إبلاغهم بتحركاته الليلية قائلاً: "ماذا أكون؟ في سجن؟"، كما قام بتحميل أشخاص مجهولين في سيارته دون تنسيق أمني مسبق، وعرض أمنه للخطر بالكشف عن صفته الدبلوماسية في مواقف غير مناسبة.

ونقلت القناة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية ومسؤولين إماراتيين أنهم تحدثوا معه عدة مرات بخصوص هذه السلوكيات التي وُصفت بـ"غير المحترمة".

ورغم تأكيد عدة تقارير أن مساعدي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأوا فعليًا بالبحث عن منصب بديل له، نفى مكتب نتنياهو اتخاذ قرار رسمي بشأن سحب شيلي من منصبه، قائلاً: "لم يُتخذ قرار بإعادة السفير من الإمارات".

قضية سابقة وسجل حافل بالمخالفات

وسبق أن أثار شيلي جدلاً في سبتمبر الماضي، بعد أن احتضن مضيفة طيران بشكل مفاجئ على متن طائرة "جناح صهيون" الخاصة بنتنياهو خلال رحلة إلى نيويورك.

وقال صحفي ضمن الوفد: "شيلي شخص ودود لكنه يتجاوز الخطوط، خصوصًا فيما يتعلق بلمس النساء".

وأضاف الصحفي: "لقد رأيته يلمس نساء بشكل غير لائق، سواء مضيفة طيران أو صحفية، وهذا غير مقبول ويمكن أن يكون مزعجًا".

ويُذكر أن شيلي (65 عاماً) هو من المقربين لنتنياهو وناشط في حزب الليكود، وقد شغل سابقًا منصب السفير في البرازيل (2017-2021) ومديرًا عامًا لبلدية بئر السبع.

كما أُدين سابقًا بعدم الإفصاح عن انتمائه السياسي أثناء توليه مناصب حكومية، ومُنع من تولي مناصب عامة لثلاث سنوات.

اقرأ أيضاً:

على خلفية تحرش جنسي.. أبوظبي: سفير "إسرائيل" يضر بشرفنا

موقع يهودي: أبوظبي غير راضية عن السفير الذي اختاره نتنياهو لديه

صحيفة عبرية: "إسرائيل" تجاهلت مطالب الرئيس الإماراتي بتغيير سفيرها

إعلام عبري: "إسرائيل" تجلي دبلوماسييها من الإمارات