كشفت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، اليوم الثلاثاء، عن قيام أبوظبي في 2014 بإرسال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى مصر للعمل كمستشار لعبدالفتاح السيسي، بغرض تثبيت حكمه عقب إطاحته بالرئيس المنتخب محمد مرسي.

جاء ذلك في تقرير للصحيفة قالت فيه إن مصر تدعم توني بلير للإشراف على غزة بصفته "المفوض السامي المعاصر" للقطاع.

ومنذ تركه منصبه، قدم الرجل البالغ من العمر 72 عاما ومنظمته الاستشارية "معهد توني بلير" (TBI) الممولة من أبوظبي، المشورة لمجموعة من الحكومات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الرئاسة المصرية تأكيده أن بلير قدم بالفعل المشورة لمصر وكذلك لحلفائها الإمارات والسعودية، في حين نفى مكتب التحقيقات التركي تقارير تفيد بأنه نصح السيسي في عام 2014 بعد أن أطاح الجنرال بأول زعيم منتخب ديمقراطيا في مصر، محمد مرسي.

وقال المصدر "في عام 2014، عندما كان بلير يقدم المشورة لأبوظبي -التي تمول أيضا معهده الخاص- أرسلته إلى القاهرة للعمل كمستشار للسيسي بعد وقت قصير من توليه السلطة".

وأضاف: "مولت الإمارات عمل بلير وفريقه في مصر، وقدم بلير بالفعل العديد من الاستشارات للسيسي، بما في ذلك المشورة السياسية والاقتصادية، فضلاً عن استراتيجيات لتحسين صورة الحكومة بعد إطاحة السيسي بمحمد مرسي".

ونفى متحدث باسم معهد توني بلير في تصريح لموقع ميدل إيست آي أن يكون قد تلقى أموالاً من الإمارات "أو أي شخص آخر" ليكون مستشاراً للسيسي، "رغم أنه التقى به بشكل متكرر على مر السنين".

وأضافوا أن "المعهد لا يعمل في مصر، لكنها ستكون سعيدة بالقيام بذلك".

وقال مصدر آخر إنه في البداية، كان بلير مستشاراً مستقلاً يتقاضى أجره من الإمارات. أما الآن، فهو يقدم استشارات للحكومة المصرية عبر مؤسسته، ويتقاضى أتعابه من مصر.

معاداة الإسلام السياسي

وقالت الصحيفة إن الكراهية المشتركة للإسلام السياسي والعلاقات الدافئة على مدى سنوات تعني أن السيسي يدعم تولي رئيس الوزراء البريطاني السابق دورا قياديا في غزة.

وبينما كان دونالد ترامب في طريقه إلى الشرق الأوسط عندما بدأ وقف إطلاق النار في غزة، قال للصحفيين إن الدور المحتمل لتوني بلير في مستقبل القطاع الفلسطيني كان موضع نقاش.

وأشارت "ميدل إيست آي" إلى أن سجل بلير في الشرق الأوسط مثير للجدل، على أقل تقدير، وقد قوبل الاقتراح الذي طرحته واشنطن بشأن مساعدته في إدارة غزة بعد الحرب بالشك وحتى الاشمئزاز في معظم أنحاء العالم العربي، ولكن ليس في مصر.

وانضم بلير إلى ترامب وغيره من زعماء العالم في قمة شرم الشيخ الأسبوع الماضي التي كانت تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس.

وهناك، استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بترحاب كبير، وهو ما كان دليلا على العلاقات الدافئة طويلة الأمد وعرضا علنيا للدعم لرئيس الوزراء البريطاني السابق، بحسب الصحيفة.

ونفى مصدر مصري أن يكون قد تلقى أي "رسوم" من مصر أو مقابل تقديم المشورة لحكومتها.

وبحسب المصدر فإن القاهرة "من غير المرجح إلى حد كبير أن تعترض على تولي بلير قيادة المجلس الإداري المقترح لقطاع غزة".

على العكس تماماً، ستدعم حكومة السيسي بلير بكل إخلاص، بسبب معارضته الشرسة للإسلام السياسي، بما في ذلك حماس، ولطالما دعا إلى إقصاء الإسلاميين عن الحياة السياسية.

منذ توليه السلطة، حظر السيسي جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي، مبرراً حملات القمع والقمع بأنها مواجهة تهديد الإسلام السياسي.

وقال محلل سياسي مقيم في القاهرة لموقع "ميدل إيست آي"، شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: "بالنسبة للسيسي، فإن بلير ليس مجرد حليف بل مرآة: فكلاهما يرى الإسلام السياسي باعتباره جذر عدم الاستقرار".

واختتم: "إن تحالفهم يوفر الشرعية الغربية للحكم الاستبدادي تحت راية مكافحة التطرف."