قالت الكاتبة السياسية رولا جبريل في مقال بموقع salon.com الأمريكي إن "القمع الممارس على المعارضة السلمية الذي يمارسه قائد الإنقلاب العسكري يحقق ذاتيا نبوءة تهديد "إرهابي" استحضره السيسي لتبرير قتل مئات من المتظاهرين غير المسلحين، وحبس ما يربو عن 20 ألف من أنصار الإخوان، الذين فاز حزبهم الحرية والعدالة بأول اقتراعين ديمقراطيين في مصر".
واعتبرت جبريل فكرة أن يتم القضاء على حزب سياسي ذات شعبية باستخدام العنف، والكلام للكاتبة، لا تتسم فقط بالتضليل الميئوس منه، لكنها أيضا شديدة الخطورة.
,وترى أن غياب أي قنوات شرعية للتعبير عن آرائهم، سيدفع بالعديد من شباب المصريين في نهاية المطاف إلى الاعتقاد، كما كان في الماضي، بأن العنف هو الخيار المؤثر الوحيد، بحسب جبريل، التي أضافت: ” الجيل القادم للظواهري والبغدادي يشحذ الكراهية الآن في السجون المصرية".
واتهمت جبريل الولايات المتحدة بالتواطؤ العميق مع ما يحدث بمصر قائلة: ” يفضل العديد من الأمريكيين التعامي على ما يحدث في مصر، أو لوم الإسلام، لكننا متواطئون بعمق في عيون الضحايا".
جاء ذلك في سياق مقال بعنوان "لماذا تخسر أمريكا الحرب على الإرهاب"، انتقدت خلاله موقف واشنطن من السعودية وتصنيفها على أنها "حليف عربي معتدل" بالرغم من "حقيقة أن المملكة تصدر تفسيرا متطرفا وطائفيا للإسلام" على حد وصفها.
الربيع العربي قام بتحييد المتطرفين، عبر فتح المجال لسياسات تعتمد على الكرامة والشمول، وأثبت الإسلام السياسي، بحسب الكاتبة، أنه لاعب شعبي في تلك المساحة الديمقراطية، وبالرغم من ارتكاب أخطاء سياسية كارثية، لكنه استمر يضرب بجذور أكثر عمقا داخل المواطنين أكثر بصورة شاسعة مما فعلت معظم الأحزاب الليبرالية.
ولهذا السبب، رأت كاتبة المقال أن تكامل الإسلاميين في نظام سياسي، تقتصر فيه القوات الأمنية على تطبيق القوانين، ولا تملي النتيجة، هو الأمل الأفضل لاعتدال هذه الأطراف، أما محاولة القمع العنيف، ليس فقط للإخوان المسلمين، ولكن لمساحة الديمقراطية التي ازدهرت فيها الجماعة هي وصفة مآلها الأكيد هو التطرف.
وأستطردت: ” أيدولوجية داعش يمكن إبطالها فقط من خلال رؤية بديلة تقدم الكرامة والأمن والمشاركة للجميع..ففي تونس، خسر حزب حركة النهضة الانتخابات التشريعية، وارتضى بالنتيجة، بما يعد مثالا عمليا على إسلام سياسي بديل لداعش ولسلطة جنرالات مصر".
مثقفو أمريكا يحملون مسؤولية ملحة بالتساؤل في السياسات الفاشلة لواشنطن، وتجاوز نطاق المونولوجات الذاتية حول مشاكل الإسلام، وفتح حوار بناء يشمل الأصوات الإسلامية.