أحدث الأخبار
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد
  • 12:11 . ارتفاع حصيلة انفجار "غامض" بحفل زفاف في درعا إلى 33 مصابا... المزيد
  • 11:56 . ترامب يعلن بدء ضربات أميركية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية... المزيد
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد إماراتي–سعودي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد

رايتس ووتش: المحكمة العربية لحقوق الإنسان فاشلة من البداية

نيويورك – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 03-12-2014

انتقد مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، جو ستورك، في مقال نشرته صحيفة إنترناشيونال تايمز المحكمة العربية لحقوق الإنسان.
وقال جو ستورك بأن المحكمة تفتقد لأدنى سمات الاستقلال والمهنية الأساسية ويُرجح أن يستحيل عليها تقديم العدالة.
وقال إن المحكمة العربية الجديدة لحقوق الإنسان محكوم عليها بالفشل من البداية، موضحا أنه في سبتمبر/ أيلول 2014 وافق اجتماع وزاري لجامعة الدول العربية على النظام الأساسي للمحكمة العربية المزمعة لحقوق الإنسان، وسوف تمر سنوات عديدة قبل أن تستعد المحكمة لفتح أبوابها رسمياً، إلا أن الوقت ليس مبكراً لتقييم احتمالات مساهمة المحكمة في إيجاد حل للوضع الحقوقي في العالم العربي ـ أو في مفاقمة المشكلة.
وأضاف أنه "لا شك في أن فكرة إنشاء محكمة إقليمية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط العربي لا تخلو من الجاذبية، ففي إقليم يتمتع فيه المسؤولون بإفلات تام من العقاب رغم جسامة الانتهاكات، يمكن لمحكمة كهذه أن توفر فرصة للضغط من أجل درجة من درجات المحاسبة".
وأشار إلى أنه مر عقد من الزمان منذ قرر الميثاق العربي تلك الحقوق الهامة التي ينبغي لشعوب الشرق الأوسط التمتع بها، بما فيها الحرية من التعذيب، والمساواة أمام القانون، والحق في الحرية والأمن.
وتابع القول "لكن على عكس المواثيق المماثلة في أفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، لم يحظ الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمحكمة تفسره وتنفذه، ومن ثم فقد ظل، إلى حد بعيد، وثيقة على الورق".
وأوضح أنه بوسع محكمة إقليمية قوية أن تبث الروح أخيراً في الميثاق العربي، وتبدأ في إنفاذ الحقوق بدلاً من الاكتفاء بتعريفها، ولذا فإنه من دواعي العار أن يعمل النظام الأساسي للمحكمة من البداية على وضعها في الأغلال، فهو نظام مشوب بعيوب جسيمة.
 وأفاد أنه نظراً لافتقار المحكمة إلى سمات الاستقلال والمهنية الأساسية فمن الأرجح أن يستحيل عليها تقديم العدالة. وبدلاً من إقامة مؤسسة تساعد على كبح جماح الحكومات المسيئة، يبدو أن الدول العربية أنشأت بدلاً منها مجرد واجهة جديدة تحمي بها بعضها البعض من المحاسبة.
وذكر ستورك بعض تناقضات المحكمة بالقول: "لنتأمل كيف ازدادت مسودات النظام الأساسي المتعاقبة سوءاً بمضي الوقت، بدلاً من أن تتحسن. كانت إحدى المسودات التي راجعتها هيومن رايتس ووتش في أوائل 2014 تسمح للأفراد بتقديم الشكاوى للمحكمة ـ وهو شرط أساسي لأي نظام يفترض فيه التصدي لانتهاك الحقوق الفردية. لكن في اجتماع متعلق بالمحكمة في أواخر مايو/أيار، قدم مسؤولو الجامعة العربية مسودة "نهائية" تم تغييرها بحيث لا يجوز تقديم الشكاوى إلا للدول الأعضاء أنفسها ـ وليس الأفراد ولا المنظمات غير الحكومية".
وقد أدى هذا النقص الفاضح بـ شريف بسيوني، المحامي العربي المرموق وخبير جرائم الحرب، إلى إسقاط المحكمة من الاعتبار بوصفها مجرد "محكمة صورية".
وأضاف أن البند العبثي الذي يجيز للدول وحدها تقديم الشكاوى يقوض علة إنشاء محكمة لحقوق الإنسان من الأساس، ويعمل بكل بساطة على إدامة الإفلات من العقاب، فخبرة عقود طويلة توضح لنا أن الدول نادراً ما تستعين بإجراءات الشكاوى فيما بينها، إن هي فعلت على الإطلاق.
وأشار إلى أن المحاكم الإقليمية الأخرى ـ المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، والمحكمة واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، على سبيل المثال ـ فهي تكفل الشكاوى للأفراد والمنظمات غير الحكومية المستقلة. بل إن العديد من دول شمال أفريقيا هي أيضاً أعضاء في الاتحاد الأفريقي ومن ثم في اللجنة الأفريقية، وقد حصلت منظمة حقوقية مصرية على قرارات إيجابية من اللجنة الأفريقية رداً على شكاوى تقدمت بها.
وتابع ستورك في المقال "بعد هذا قرار الجامعة بأن يكون مقر المحكمة في البحرين ـ البلد الذي تقوم أسرته الحاكمة بقيادة قوات أمنية مسيئة إلى حد بعيد، وبالهيمنة على نظام مسيس للعدالة".
لقد تم الاتفاق على هذا، فيما يبدو، بدون استصدار أية تطمينات بأن البحرين ستحترم الحقوق المكفولة في الميثاق العربي. وحينما اقترح الملك حمد، ملك البحرين، إنشاء المحكمة في 2011، كان هذا جزءاً من حملة دعائية أوسع نطاقاً لإقناع المجتمع الدولي بأن البحرين جادة بشأن الإصلاح السياسي، في أعقاب حملتها القمعية ذائعة الصيت على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
ونوّه بأن تاريخ المحكمة المقترحة القصير، مثله مثل نظامها الأساسي المعيب، يؤكد الشكوك في أن نية العديد من الدول العربية قد انعقدت على التسربل برداء من احترام الحقوق، دون أن ينال من قدرتها على الإساءة بأي شكل من الأشكال، موضحا أنه حين قامت الدول الأعضاء في الجامعة العربية بتعيين لجنة من الخبراء لإعداد مسودة أولى للنظام الأساسي، لم يتم الإعلان عن هوية هؤلاء الخبراء ولا إجراءات اللجنة. كما لم يتم تشاور يذكر مع المجتمع المدني ـ في تناقض واضح مع الشفافية التي كان يجب أن تشكل أساساً من أسس العملية.
ولفت إلى أنه ومع ذلك فقد حاولت أكثر من 20 منظمة حقوقية عربية ودولية التفاعل مع الجامعة العربية والدول الأعضاء بغية الوصول إلى محكمة من شأنها أن تكفل تحسين سبل الحماية والتعويض لضحايا الانتهاكات، وأن تشجع على المحاسبة أيضاً. لكن جهودهم التي تمتعت بمصداقية كبيرة تمت تنحيتها جانباً.
وأختتم مقاله بالقول: "حين تفتح المحكمة أبوابها في النهاية فإنها ستعمل حتماً على إحباط جهود حماية الحقوق. كان من الممكن لمحكمة مستقلة وذات مصداقية أن تمثل فرصة للشروع في محاسبة الحكومات على أساس المعايير التي تتشدق بها، وأن تساعد في صوغ فهم مشترك للكيفية التي تبدو بها حماية هذه الحقوق على أرض الواقع. إلا أن الفرصة أهدرت، حتى الآن على الأقل".