تفاعلت حادثة تعرض الطائرة الاماراتية الى إطلاق نار عند هبوطها في مطار بغداد على أكثر من صعيد ووضعت حكومة العبادي في حرج شديد لاسيما انها تزامنت مع تأكيده أكثر من مرة ان بغداد مؤمنة ومستقرة وغير قابلة للاختراق.
وما زاد من حرج حكومة البغدادي في التعاطي مع الحادثة تناقض روايات الجهات ذات العلاقة بأمن المطار وسلامة وأمن الطائرات الأمر الذي يشير إلى أن جهة متنفذة ربما تحاول التغطية على الجهة التي أصدرت أمر التعرض للطائرة وفقا لما نقله "العرب اليوم" عن مصدر أمني.
وما يشير إلى ما ذهب اليه المصدر سرعة اتهام تنظيم "داعش" بإطلاق النار على الطائرة الاماراتية قبل اعلان نتيجة التحقيق حول الحادث وهي محاولة يراها المحلل ذاته استباقا للتحقيق كون المتهم جاهزا.
وذكر المحلل الأمني أن مكان إطلاق النار على الطائرة الإماراتية هو مؤمن من القوات العراقية والحشد الشعبي بعد اضطرار "داعش" الانسحاب منه قبل شهرين والمنطقة المقصودة هي الرضوانية وهي منطقة مقفلة وخاضعة تماما للسلطات العراقية وتبعد 15 كيلومترا عن مطار بغداد الدولي.
ومن التناقضات تصريحات المسؤولين العراقيين في معرض روايتهم للحادث إلى احتمال تعرض الطائرة لإطلاق النار بالخطأ خلال مرورها فوق منطقة يقوم المستشارون الامريكان بالإشراف على تدريب جنود عراقيين وهي رواية بعيدة عن الواقع.
ويرى المحلل الأمني أن مسارعة اتهام جهات عراقية جماعات إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" بـالوقوف وراء الاعتداء الذي كاد أن يؤدي إلى كارثة حقيقية تودي بحياة العشرات من المسافرين، بأنه للتغطية على تورط المليشيات بإطلاق النار، موضحا أن الحادث جاء بعد انتهاء مهلة الشهر، التي منحها بعض المليشيات العراقية لأبوظبي من أجل رفع أسمائها من لائحة الإرهاب، وإلا سيتم استهداف المصالح الإماراتية حسب ما صدر منها من تهديدات في حينها.
ويشار إلى أن المتحدث باسم المليشيات، حسن سالم، أكد في مؤتمر صحافي في بغداد، قبل شهرين مخاطبا الحكومة الإماراتية، إنه إذا وضعتم فصائلنا الشريفة على لائحة الإرهاب، فسيتم وضعكم على لائحة جهنم.
وكانت الحكومة الإماراتية قد وضعت على لائحتها لـ "الجماعات الإرهابية" 83 جماعة، من بينها منظمات عراقية أهمها، "حزب الله العراقي" و"عصائب الحق" و"منظمة بدر" و"لواء أبو الفضل العباس". وهددت على إثرها مليشيات "العصائب"، المموّلة إيرانيا، بـ"الردّ على وضعها في قائمة الإرهاب".
وفي معرض روايته للحادث قال العقيد حسين الساعدي من اللواء 24، الفرقة السادسة، المكلفة بحماية محيط مطار بغداد، في تصريح صحافي إن العملية يقف خلفها تنظيم "داعش" موضحا أن الهجوم كان عبارة عن عملية تسلل ناجحة لعناصر العملية، إلى محيط المنطقة الحساسة في المطار، مطلقين النار، قبل مغادرتهم سريعا، وأن المهاجمين ربما، يريدون الانتقام من الإمارات لمشاركتها في التحالف الدولي على حد قوله