أحدث الأخبار
  • 01:08 . ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز على ألافيس في الدوري الإسباني... المزيد
  • 12:39 . خسائر غزة البشرية والمادية بعد عام من العدوان الإسرائيلي... المزيد
  • 12:17 . ما مصير قائد فيلق القدس الإيراني ببعد استهدافه في لبنان؟... المزيد
  • 11:04 . إعلام عبري: "إسرائيل" تدرس قصف مقر خامنئي في إيران... المزيد
  • 09:29 . مجلس الوزراء يناقش مستجدات تنظيم نقل النفايات بين الإمارات ودعم الاستثمارات في البنية التحتية... المزيد
  • 07:09 . في ذكرى طوفان الأقصى.. استطلاع: 86 بالمئة من الإسرائيليين غير مستعدين للعيش بمحاذاة غزة... المزيد
  • 07:07 . مقتل شرطية إسرائيلية وإصابة 13 بعملية مزدوجة في بئر السبع... المزيد
  • 07:06 . رئيس الدولة وملك الأردن يبحثان العلاقات وتطورات الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان... المزيد
  • 12:17 . الأرصاد: تأثر الدولة بامتداد منخفض جوي سطحي من الأحد إلى الأربعاء... المزيد
  • 11:20 . أكثر من 110 شهداء وجرحى.. جيش الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة في غزة... المزيد
  • 11:08 . قرقاش: الإمارات ستواصل جهودها لتخفيف معاناة الشعب اللبناني... المزيد
  • 10:48 . رئيس الدولة ونظيره الصربي يبحثان في بلغراد تعزيز الشراكة الإستراتيجية... المزيد
  • 10:28 . هاتريك تورام يقود إنتر ميلان للفوز على تورينو بالدوري الإيطالي... المزيد
  • 10:27 . ريال مدريد يفوز على فياريال بالدوري الإسباني... المزيد
  • 10:26 . الجيش الإسرائيلي: قصفنا مواقع لتخزين أسلحة لـ”حزب الله” في بيروت... المزيد
  • 09:21 . بعد تفجيرات لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة الاتصال اللاسلكية... المزيد

«قسائم» القراءة !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

المشروع لافت ومختلف بكل المقاييس، وهو يخص تشجيع طلاب المدارس والجامعات على القراءة بدفع ثمن الكتب التي يشترونها، إنه مشروع رائد وغير مسبوق على مستوى الوطن العربي، ولا أدري إن كانت هناك مبادرات شبيهة به أم لا، لكنني أجده مبادرة حضارية ومؤثرة باتجاه إعلاء قيمة الكتاب وتكريس طقس القراءة الجماعية بين اليافعين على وجه العموم، فإن تتكفل بدفع كلفة الكتب لقارئ لا يمكنه أن يشتري هذه الكتب لأنها غالية ولأن قدرته الشرائية ضعيفة، يوازي أن تبني له مدرسة وأن تتكفل بتعليمه وتوفر له حياة مضاعفة، فالكتب عمر آخر يضاف لعمر الإنسان!
مبادرة كوبونات الكتب، عبارة عن موازنة ترصد مبلغ ثلاثة ملايين درهم يتكفل بدفعها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لصالح جميع طلاب مدارس مجلس أبوظبي للتعليم، لدفعهم نحو الكتاب، ونحو المعرفة والكلمة، أي نحو أفق آخر وحياة مختلفة ومدارك جديدة، فبمجرد أن يفتتح معرض الكتاب يتم تنظيم رحلات مدرسية لجميع الطلاب مزودين بقسائم شراء مدفوعة القيمة يصرفونها داخل أروقة وأجنحة المعرض، لسد العجز في موازنة الطلاب الذين لا يستطيعون بطبيعة الحال أن يشتروا كتباً غالباً ما تكون غالية!

المبادرة على أهميتها تفتح الباب لبعض الملاحظات التي يمكن أن تدفع باتجاه تطويرها أو الدفع بها نحو آفاق متقدمة، انطلاقاً من فكرتها الرئيسة القائمة على تشجيع الطلاب على القراءة، أول تلك الملاحظات تخص توجيه هؤلاء الطلاب والطالبات الصغيرات نحو نوعية الكتب التي يحسن بهم قراءتها، صحيح أننا لا نريد أن نمارس سلطة أو وصاية فوقية على خيارات الطلاب، وصحيح أننا ندفع باتجاه أن يجدفوا في الحياة بطريقتهم لتقوى أذرعتهم وليتبنوا طريقهم بأنفسهم ويعتادوا القدرة على الاختيار وتحمل المسؤولية، وصحيح أننا نريدهم أن يتعلموا كيف يربوا ذائقتهم ويصنعوا ذوقهم، إلا أن السير في طريق ملتبس ومتكاثف ومليء بالمطبات يحتاج الى خارطة طريق، والى دليل وضوء يكشف عثرات الدرب تجنبا لأية مخاطر أو ضياع.

ليس على المعلم أو المعلمة أن يأمروا طلابهم بشراء كتب معينة، لكن عليهم أن يدلوهم على أفضل الكتب، أن يضعوا أمامهم خيارات واضحة ويتركوهم ليختاروا ما يريدون، فليس كل ما يشر يستحق القراة، وليس كل كتاب يناسب أي عمر، وهنا فإننا لا نقصد أن هذه الكتب تمس الأخلاق والقيم والدين، لكن هناك أموراً أخرى في القراءة لابد من مراعاتها، فلغة الكتاب مهمة، وكذلك أفكاره التي يطرحها ومدى مناسبتها لمدارك الطلاب ووجدانهم، كما أن دقة معلومات الكتاب مهمة، وهناك كتب تزيف الوعي وتكرس أخطاء فادحة فيما يخص التاريخ والدين والتراث، كتب مكتوبة بتعجل أو من دون منهج علمي، وهناك كتب مليئة بالأخطاء اللغوية وأخرى مكتوبة باللهجة العامية الركيكة أو المبتذلة مثلاً!

ماذا نريد من الطالب أن يستفيد من رواية هزيلة مكتوبة بالعامية ومليئة بالإسفاف؟ ولماذا نترك الطالب - تحت تأثير آراء زملائه أو دعايات مواقع التواصل - يندفع لشراء كتب لا قيمة لها؟ على المعلمين أن يكملوا دور المبادرة بأن يقوموا بدور الدليل الذي يضيء الطريق نحو الكتب والروايات والقصص ودواوين الشعر الجيدة، التي تناسب أعمارهم وثقافتهم وتخدم أهداف المجتمع من دفعهم نحو الكتاب! أما أن يتركوا هكذا يتنقلون بين ممرات المعارض على غير هدى ويشترون بناء على صورة الغلاف وإغراءات البائع فإننا نكون قد حرفنا المبادرة النبيلة عن هدفها العظيم!