بدأ يكثر في وسائل الإعلام الحديث عن الاستعدادات الرياضية والثقافية والاجتماعية، على مستوى الدولة، من أجل استقبال شهر رمضان المبارك، الذي يفصلنا عنه أيام معدودة، لكن مازال الإعلام الرسمي يُغفل قضية مهمة تتعلق بالمجتمع وهي قضية معتقلي الرأي، على الرغم ما تعاني أُسر المعتقلين من أوضاع صعبة بسبب اعتقال المعيل.
فعلى الرغم من غياب قضية معتقلي الرأي في وسائل الإعلام الرسمية أو شبه الرسمية، إلا أن هذه القضية حاضرة بقوة في الوعي الإماراتي، خصوصاً وأن الأمر يتعلق بشخصيات معروفة في المجتمع وكانت لها لمسات في التفكير وتطوير المجتمع وأنشطة في شهر رمضان، وقد اختفت.
في شهر الخير، عادة ما تتحرك مبادرات لإزالة أي ضبابية تكون بين الأخ وأخيه، أو بين قبيلة وأخرى، وهناك مبادرات يبادر بها الحاكم لأبناء شعبه، من قبيل إصدار "عفو"، الفكرة منه فتح صفحة جديدة.
وبالنظر إلى قرب حلول رمضان؛ فإن هناك من أعاد الحديث مرة أخرى عن مبادرة حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، قبل ثلاثة أشهر من الآن، والتي دعا فيها المواطنين المتواجدين في الخارج (والمطلوبين لأجهزة أمن السلطة بسبب آرائهم) بالعودة إلى البلاد لفتح حوار بناء من شأنه أن ينهي هجرتهم إلى الخارج، وهو ما يعني فتح حوار مع معتقلي الرأي في الداخل قبل دعوة من في الخارج للعودة.
وتعتقل الإمارات أربعة وتسعين من الشخصيات المعروفة في الإمارات بعلمها وثقافتها وحاصلون على شهادات علمية عليا، بعد أن وقعوا على عريضة تطالب بالإصلاحات السياسية وذلك في 3 مارس 2011م، في حين تشير بعض التقارير إلى أن عدد معتقلي الرأي من الإماراتيين ومن جنسيات أخرى تجاوز المائتين وخمسين.
ويرى مراقبون أن مبادرة حاكم الشارقة، وإن خفت صداها إعلامياً، إلا أنها مازالت تتفاعل من تحت الطاولة، وقد يكون شهر رمضان مناسبة لإعادة إحياء القضية من جديد، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن الأمر يحتاج إلى تحركات جادة للإفراج عن معتقلي الرأي وفتح صفحة جديدة في المجتمع.
وما يعزز ذلك أن المبادرة التي طرحها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وجدت صدى إيجابياً في حينه من "دعوة الإصلاح" والتي أبدت استعدادها لقبول المبادرة، حيث علق القيادي في "دعوة الإصلاح" رئيس المعهد العالمي للدراسات والتطوير أحمد الشيبة على دعوة الشيخ سلطان بالقول "ننظر لهذه الدعوة بجدية كونها صادرة عن الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للاتحاد، لذلك هي دعوة جادة كون الشيخ القاسمي صاحب سلطة ويمثل أعلى سلطة في الدولة".
وكان الشيخ سلطان القاسمي قد قال في مكالمته الأسبوعية مع قناة الشارقة قبل ثلاثة أشهر "نحن الآن نهيئ السبل للجيل الجديد، الجيل الذي سيكون الاب والام، لذلك نحن نحاول اصلاح البيت"، كما تطرق إلى الإصلاح الأوسع المتمثل بعودة الإماراتيين المواطنين الموجودين في الخارج وعليهم إشكالات ناتجة عن رأيهم.
ووجه في حينه دعوته للإماراتيين في الخارج (المطلوبين للدولة) من أجل إنهاء قضيتهم، وقال "انزلوا الشارقة عند سلطان محمد"، مؤكدة على ضرورة المناصحة السليمة من حيث الوقت والأسلوب.