أحدث الأخبار
  • 01:01 . "طيران الإمارات" تخطط لزيادة رحلاتها إلى الصين... المزيد
  • 12:49 . إصابة 19 شخصا وسط "إسرائيل" نتيجة إطلاق صواريخ من لبنان... المزيد
  • 12:44 . مسؤول: الإمارات الثالثة عالمياً في التصدي للهجمات السيبرانية... المزيد
  • 11:15 . ماكرون يعترف بوقوف فرنسا وراء مقتل الثائر الجزائري "بن مهيدي"... المزيد
  • 10:38 . كيف يمكن أن تؤثر الانتخابات الأمريكية على الإمارات؟... المزيد
  • 10:23 . قمة النصر والهلال تنتهي بالتعادل في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:07 . غالبيتهم أطفال.. أكثر من 80 شهيداً في مجزرتين نفذهما الاحتلال بشمال غزة... المزيد
  • 01:19 . مصر تكشف حجم خسائرها بسبب هجمات البحر الأحمر... المزيد
  • 11:15 . فضيحة تهز نتنياهو.. اعتقال مقربين منه سربوا معلومات سرية... المزيد
  • 09:12 . ارتفاع حصيلة المذابح الإسرائيلية بغزة إلى 43 ألفا و259 شهيدا... المزيد
  • 09:05 . كلباء يصالح جماهيره بثلاثية في مرمى العروبة... المزيد
  • 08:56 . الإمارات تُرسل طائرة المساعدات الـ15 للبنانيين... المزيد
  • 06:23 . حماس تكشف موقفها من مقترحات بشأن هدنة مؤقتة... المزيد
  • 11:55 . أبيض الناشئين يواجه نظيره الكويتي اليوم... المزيد
  • 11:46 . النفط والذهب يصعدان على وقع توترات الشرق الأوسط وترقب الانتخابات الأمريكية... المزيد
  • 11:29 . فيديو دهس ضابط يشعل تفاعلا في الكويت... المزيد

غرسوا الخير ونغرس مثلهم

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 09-07-2015


حكاية المثل القائل «غرسوا فأكلنا، ونغرس فيأكلون» من الحكايات المعروفة عن ملكٍ مرّ في أثناء تنزهه بعجوز مقوس الظهر واهن القوة يغرس فسيلاً، فتوقف مأخوذاً بنشاط العجوز وسأله عن سنّه، ثم قال له: ومتى تأكل ثمر ما تغرس وأنت في الثمانين من عمرك وهو لا يثمر إلا بعد عدة سنوات؟! فأجاب العجوز بذلك الجواب الذي ذهب مثلاً.


وأعتقد أننا في الإمارات في أمسّ الحاجة إلى تأريخ شخصية مجتمع ما قبل الاتحاد، فالنهضة الإماراتية التي أصبحت حديث أهل الأرض، وقريباً ستصل أصداؤها المريخ، وهذه التنمية الشاملة التي نراها بأعيننا في كل شبر من الإمارات، ونعيشها، وننعم بها، هي في رأيي انعكاسٌ لشخصية مجتمع الأجداد، وثمرة غرسهم.
شخصية المجتمع التي أعنيها هي قيم أفراد مجتمع ما قبل الاتحاد، وثوابتهم، وقناعاتهم، وميولهم، وتطلعاتهم، ومشاعرهم، وخطوطهم الحمراء، وآدابهم العامة، وطرائق تفكيرهم، ووجهات نظرهم، واتجاهاتهم، وسلوكياتهم، وطباعهم.


وأزعم أن الخير كان عنواناً لشخصية ذلك المجتمع، ولا أعني بالخير هنا ما قد يتبادر إلى بعض الأذهان من أنه ينحصر في مساعدة المحتاجين، فرغم أن بذل المال للمحتاج أمر محمود، لكنه من أهون الأمور على النفس في مقابل أن يكون الإنسان خيّراً تتجلى فيه قيم الرحمة والشفقة والرأفة والمحبة والصدق والوفاء والأمانة والعدل والإنصاف والمروءة، ومكارم الأخلاق بشكل عام.


ولا شيء غير الخير، وغرس الخير، يفسّر الثمر الجميل المختلف الألوان الذي جناه الأبناء والأحفاد، فلا يمكن أن يثمر غرس الشجر ولا يثمر غرس البشر، ولا يمكن للفسيل إلا أن يثمر رطباً بعد حين، ولا يمكن للخير إلا أن يثمر نهضة ونجاحاً، كما أن المقومات المادية والكفاءات الإدارية والكوادر البشرية التي نهضت من خلالها الإمارات، امتلكتها أيضاً دول أخرى قريبة وبعيدة، لكنها لم تنهض، أو انتكست سريعاً من بعد نهوض، بل إن بعض تلك الدول أصبحت أثراً بعد عين.


وتعرف الأجيال الحالية كل صغيرة وكبيرة عن كل ما كان مادياً وملموساً في مجتمع الأجداد، لكن شخصية ذلك المجتمع، بالمعنى المذكور أعلاه، لا تزال مجهولة، أو غير حاضرة في الذهنية، أو لا يتم الاعتناء بها، أو لا تُعرف قيمتها، أو هي مبثوثة بشكل مبعثر وغير مباشر في بعض الروايات الأدبية والدواوين الشعرية والكتب المعنية بحفظ ذاكرة الأجداد، وفي بعض المسلسلات والبرامج التي تحكي عن ذلك الماضي.


وأعتقد أننا في حاجة إلى أمرين لضمان أن تبقى الإمارات واحة نستظل بظلها وينعم أولادنا وأحفادنا بثمارها، الأول أن نحفر في الذاكرة الشعبية، ونسبر غور تاريخ أهل الإمارات، ونحلل شخصية مجتمع ما قبل النفط وما قبل الاتحاد، ونضع أيدينا على مكامن الخير فيه، ونضعها نصب أعيننا، ونستلهم منها، ينبغي أن تعامل قصص الخير وحكاياته باعتبارها ثروة وطنية، وجواهر نفيسة، وتنشر وتبث في كل مكان، وتدرس في المناهج التعليمية.


الأمر الثاني أن نواصل غرس الخير مهما كانت الظروف، وألا نترك الأحداث تأخذنا، وألا ندع أنفسنا تنساق وراء الأصوات التي لا يرجى منها خير، وألا نفسح الطريق أمام الذين لا ينطوون على خير ومحبة كي يعيدوا صياغة المجتمع وتغيير بوصلته.