06:57 . إعلام عبري: واشنطن "تدرس" تعليق بعض العقوبات على إيران... المزيد
02:30 . بدور القاسمي تبحث في باريس تعزيز التعاون الثقافي وتطلق مشروع "أيام الشارقة الأدبية"... المزيد
01:58 . الإمارات تفوز باستضافة كأس العالم لهوكي الجليد العام المقبل... المزيد
01:50 . "الوطني للأرصاد" يعلن تسجيل الدولة حرارة قياسية لشهر مايو بلغت 51,6 درجة مئوية... المزيد
01:38 . صافرات الإنذار تدوي في القدس المحتلة مع اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
01:25 . "القسام" تكشف تفاصيل مقتل جنود إسرائيليين في عملية مزدوجة بخان يونس... المزيد
12:57 . مركز الفلك الدولي: الأربعاء 28 مايو أول أيام ذو الحجة.. وعيد الأضحى الجمعة 6 يونيو... المزيد
12:56 . مبعوث ترامب يلتقي الرئيس السوري في إسطنبول ويشيد بالتعاون الأمني والانفتاح على "إسرائيل"... المزيد
12:11 . سوريا تقرر إعادة هيكلة وزارة الداخلية... المزيد
11:49 . الإمارات والكويت تعززان التعاون العسكري بينهما... المزيد
09:20 . واشنطن تبدأ إجراءات تخفيف العقوبات على سوريا... المزيد
01:41 . توتر العلاقات الجزائرية الإماراتية.. دراسة تتحدث عن جذور الصراع وانعكاساته على شمال أفريقيا والخليج... المزيد
12:50 . عائلة رجل أعمال بريطاني معتقل في أبوظبي تناشد الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل إطلاق سراحه... المزيد
12:44 . "حرة عجمان" تتعاون مع منطقة صينية لتعزيز الاستثمار المشترك... المزيد
12:02 . "الصحة" تدعو الحجاج لتسجيل التطعيمات وضمان الاستعداد الصحي قبل السفر... المزيد
11:58 . قطر تقدم هبة مالية جديدة للجيش اللبناني... المزيد
أرابيك
الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 14-07-2015
قرأت قبل أيام مقالاً لأحد المدونين المشهورين، وأنا حقيقة مقل في قراءة المدونات لأني لا أجد فيها الكتابة الممنهجة التي أرتاح لها، المدونون، ليس كلهم بطبيعة الحال، يتحررون من قيود المساحة وأدبيات الكتابة، بعضهم يكتب بألفاظ عامية وبعضهم يكتب وارد خاطر غير منظم مما يصيبني بحالة من الضوضاء الثقافية لا أستفيد معها مما أقرأ، لكن ما لفت نظري هو مشكلة أخرى في المقال الذي قرأت أجدها متكررة في الجيل الجديد من الكتاب وخاصة الخليجيين منهم، ربما لم يصل معظمهم إلى الصحافة ولكنهم ينتشرون في عالم التدوين وفضاء التواصل الاجتماعي، هذه المشكلة هي الكتابة العربية التي تبدو لقارئها على أنها نص مترجم، يكون الكاتب عادة تلقى تعليمه باللغة الإنجليزية ولديه انبهار واضح بالثقافة الغربية، هذا الانبهار بغض النظر عن تقييمك له يجعله يستخدم ذات الألفاظ وتراكيب الجمل التي يستخدمها الكتاب الغربيون، ويظهر لك النص في النهاية وكأنه مترجم عبر أحد مواقع الترجمة الفورية.
لا شك أن الكاتب يستفيد من أنماط الكتابة التي تمر عليه بأي لغة يتقنها، وفي كثير من الأحيان يكون أسلوبك في الكتابة هو انعكاس للكتاب الذين تقرأ لهم ولكن، لكل لغة خصوصياتها في القيمة الجمالية في النص، ما يبدو في الإنجليزية نصاً رائعاً حينما يترجم يكون ركيكاً وضعيفاً إلا إن كان المترجم يترجم روح النص لا ألفاظه، وهنا تأتي مشكلة الكتابة باللغة المقتبسة من الإنجليزية، يبدو النص ركيكاً، هشاً، خالياً من جماليات اللغة، ومصاباً بتشوه لا علاج له إلا البتر.
شخصياً أحب القراءة بالإنجليزية كما أحب العربية ولكني حين أكتب بالعربية أعود إلى جذوري التعليمية والثقافية لأستقي من بحر العربية الثري ما يتناسب مع موضوعي، أنجح أحياناً وأفشل أحياناً أخرى ولا أدعي أن كتاباتي خالية من تأثير لثقافتي المختلطة ولكني أبذل جهدي في أن أبتعد عن الأسلوب «المترجم» في الكتابة، حتى حين أكتب في موضوع أكاديمي تخصصي، أحاول أن أبتعد عن ترجمة المصطلحات الفجة فمثلاً هناك أداة بحثية تسمى المجموعات البؤرية «Focus group» ويظهر للقارئ أن الترجمة نصية بحتة ولا قيمة لها ولا معنى بالعربية، لذلك ألجأ إلى تسميتها بالحلقات النقاشية المنهجية حتى يكون للكلمة معنى مستوعب بالعربية، وكما قلت أحياناً أنجح وأخرى أفشل في التوفيق بين الثقافتين ولا أدعي أني أستاذ في قواعد العربية وجمالياتها ولكني ملتزم بالعربية لفظاً وسياقاً.
كتابنا الجدد يبدو منهم نفس جميل في الكتابة من ناحية اختيار المواضيع والتعامل معها ولكن هذا الضعف اللغوي يصيبهم في مقتل، ويعرض اللغة العربية لانتهاك خطير، من خلال بعض النقاشات يتبين لي أن لجوء البعض لهذا الأسلوب في الكتابة هو محاولة لجعل العربية أكثر عملية وأقرب للغة «السوق» إن صح التعبير، وأنا حقيقة أجد نفسي متفقاً مع تقييم أن الكتابة التقليدية العربية تعاني أحياناً من كونها معقدة على القارئ العامي وربما يكون جمالها أحياناً عيباً حين يحتل التقعر والتعقيد مكان البلاغة، ففكرة بسيطة قد تستغرق كاتباً تقليدياً صفحات وصفحات وهي تموج في بحر من المترادفات، ولكن مع ذلك فإن تطوير نمط كتابة عربي حديث يتماشى مع وقع الحياة السريع لا ينبغي أن يكون من خلال تشويه اللغة، خذ غازي القصيبي رحمه الله على سبيل المثال، هو قاص روائي وشاعر وناقد أدبي، ولكنه نجح في إبداع نصوص أدبية فيها من المرونة والعملية ما يتميز به النص الإنجليزي المعاصر ولكنه ناتج عن تجربة عربية خالصة ولذلك لا تمل له كتاباً، سهل ممتنع، وكذا كانت العربية أصالة قبل أن تشوب الكتاب العربي في العصور المتأخرة مشكلة المبالغة في السجع والمرادفات والإسهاب في الوصف والتزويق.
العربية لغة ثرية، ربما لم تحظ بما كان ينبغي أن تحظى به من جهد لتطويرها بحيث تتوافق مع طبيعة التغيرات الثقافية من حولها، ولكن، يكفيك بعض الاطلاع على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لتعرف أن جمال اللغة لا يشترط له أن يقع في نص متقعر ثقيل، جمال اللغة أبهى ما يكون في نصوص سلسة سهلة ملتزمة بقواعد اللغة وآدابها، أما استيراد أنماط الكتابة الغربية فهي تحول لغتنا من لغة القرآن إلى مسخ ثقافي لا يمكن أن نسميه إلا باسمه الإنجليزي «أرابيك».