أحدث الأخبار
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد
  • 09:13 . عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات في البرازيل... المزيد
  • 09:13 . أمريكا.. مشرعون ديمقراطيون يؤكدون لبايدن انتهاك "إسرائيل" للقانون الأميركي... المزيد
  • 09:01 . الإمارات وأوزبكستان توقعان مذكرة تعاون بمجال الاستثمار بالبنية التحتية الرقمية... المزيد
  • 08:50 . أمريكا.. طلاب بجامعة برينستون يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة... المزيد
  • 08:42 . باحثة ألمانية: الضحك قد يكون وسيلة علاجية... المزيد
  • 08:23 . الوحدة يتوج بطلاً لكأس مصرف أبوظبي الإسلامي على حساب العين... المزيد
  • 08:14 . اليابان تفوز بكأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً... المزيد
  • 01:46 . بسبب الانتهاكات المتزايدة.. الإمارات تتراجع 15 مركزاً في مؤشر حرية الصحافة لـ2024... المزيد
  • 09:47 . الحوثيون يعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد حتى "البحر المتوسط"... المزيد
  • 09:47 . دراسة: الغضب يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية... المزيد
  • 09:46 . مئات الأردنيين يتضامنون مع طلاب الجامعات الأمريكية والغربية... المزيد
  • 09:05 . وفاة الداعية والمفكر الإسلامي السوري عصام العطار... المزيد
  • 09:02 . مناورة "سعودية - أميركية" لمواجهة التهديدات... المزيد
  • 09:01 . تباطؤ حاد في نشاط القطاع الخاص بالدولة بسبب السيول... المزيد
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد

ثلاثة شروط لتفعيل الحراكات العربية

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 16-09-2015


هناك ثلاث نقاط كانت ولازالت بحاجة لأن تؤخذ بعين الاعتبار بالنسبة لكل ما حدث في وطن العرب عبر السنوات الأربع الماضية، وبالنسبة لما ينتظر أن يحدث في المستقبل القريب.
وإذا كان شباب وشابات الأمة العربية عازمين على الاستمرار في هز المجتمعات العربية من أجل إرجاع الوعي وإرادة النهوض فيها، فان أخذ هذه النقاط الثلاث بعين الاعتبار سيجنبهم ارتكاب المزيد من الأخطاء والانتكاسات.
النقطة الأولى: ما لم يصبح أحد الضوابط الرئيسية لكل الأحداث المحلية التي تجري في هذا القطر العربي أو ذاك، إنسجام تلك الأحداث مع المصلحة العربية المشتركة والأسس الوحدوية للأمة العربية الواحدة وللوطن العربي الواحد…. ما لم يوجد ذلك الضابط فان أي حراك شعبي إصلاحي أو ثوري سيتيه في أزقة كل مجتمع عربي، على حساب الطرق الكبرى للمصلحة العربية المشتركة العليا. خصوصية الوضع الداخلي تحتاج أن تنسجم مع عمومية الثوابت القومية الكبرى.
ولذلك ففي أقطار مثل العراق وسوريا وليبيا، على سبيل المثال، ما الفائدة من كسب الجماهير لهذا المطلب الحقوقي أو المعيشي أو ذاك، إذا كان ذلك سيكون على حساب وحدة وعروبة ذلك القطر وفاعلية دوره في الساحات العربية المشتركة؟ وبالتالي على حساب أهداف الأمة في التحرر المشترك والنهوض المشترك ووحدتها؟
النقطة الثانية: إن انقسامات وصراعات قوى المجتمع العربي المدني، وعدم قدرتها على الاتفاق حول أهداف مرحلية مشتركة واحدة تناضل من أجلها إلى أن تتحقق تلك الأهداف المشتركة، وبالتالي عدم قدرتها على وضع خلافاتها جانباً إلى أن يتحقق المشترك، فذلك هو أحد الأسباب الرئيسية لانتكاسات كل حراك شعبي كبير في الأرض العربية، وهو الذي قاد إلى ضعف فاعلية المجتمع المدني في الحياة العربية. وهو الذي هيأ لقوى أخرى، مثل الجيوش أو القوى الأجنبية أو التنظيمات القبلية والطائفية، للاستيلاء على الساحات المجتمعية العربية. وهي، أي قوى المجتمع المدني، تعرف أن تلك الانقسامات في ما بينها هي انعكاس لانقساماتها وأمراضها الداخلية، مثل غياب الديمقراطية فيها وهيمنة جماعات صغيرة عليها، لكنها لا تفعل شيئاً يذكر لا بالنسبة لإصلاح نفسها ولا للتكاتف مع بعضها لمواجهة المستبدين والفاسدين والانتهازيين.
وهذا الأمر ينطبق على المستويين القطري الوطني والقومي العربي المشترك.
النقطة الثالثة: إن النقطة السابقة المتعلقة بضعف قوى المجتمع العربي المدني، قادت المجتمعات العربية إلى وجود ظاهرة فريدة في حياتها السياسية. لقد أصبحت حياتها السياسية معتمدة بصورة مفجعة على قوى وجود الجيوش ومقدار فاعليتها في الحياة الداخلية.
إن ما حدث في العراق من انهيار تام للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بمجرد حل الجيش العراقي من قبل المحتلين الأمريكيين، وانهيار المجتمع العراقي أمام تدخل كل من هب ودب في الداخل والخارج، والصعود السريع المذهل للقوى الطائفية والعرقية والقبلية وتنظيماتها الميليشية… أظهر كم كان المجتمع العراقي يعتمد في تماسكه وعيشه المشترك على الجيش بدلاً من اعتماده على قواه الذاتية وحيوية مكوناته.
ويمكن أن نرى مماثلة لما جرى في العراق، وإن بصور مختلفة وتأثيرات متباينة، ما جرى في سوريا وليبيا واليمن ولبنان ومصر وتونس، بل وكل الأقطار العربية التي لامستها رياح الربيع العربي.
ولذلك فمثلما أن عافية الدول تعتمد على مقدار التوازن المعقول بين سلطات حكم الدولة وسلطات قوى المجتمع، ففي الحالة العربية يجب إضافة توازن قوى المجتمع مع سلطات ونفوذ وتدخلات المؤسسات العسكرية والأمنية.
لقد أصبح هذا الموضوع كابوساً في الحياة العربية وأصبح من أوجب واجبات شباب وشابات الأمة العربية أن يعملوا على إخراج الأمة من هذا الكابوس التاريخي.
إن قدر جيل الأمة الحالي أن تختاره الأقدار لحمل مسؤوليات أكبر وأثقل وأعقد من أي مسؤوليات حملتها الأجيال العربية السابقة. ونحن نشفق على هذه الأجيال عندما نحملها كل تلك المسؤوليات، لكن الأوضاع العربية أوصلها المستبدون والفاسدون وهمج الجهاد التكفيري إلى حالة البؤس التاريخي وحالة المآسي الإنسانية الكبرى.
وهذه أوضاع ستحتاج إلى جيل من نوع خاص وإلى التزام من نوع خاص وإلى تفاعل وتكاتف مجتمعي مع هذا الجيل، هما الآخران من نوع خاص.
وسيكون مفجعاً لو أن القوى المعنية لم تساند تكون جيل كهذا.