قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن الغارات الجوية التي بدأت روسيا بتنفيذها في سوريا ابتداء من الأربعاء الماضي، "ساهمت في تعزيز قوة تنظيم داعش".
جاء ذلك في إجابته عن أسئلة الصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، الجمعة(2|10)، على خلفية استقالة وزير التعليم الأمريكي أرني دونكان.
وأشار أوباما إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يفرّق بين تنظيم "داعش" وعناصر المعارضة المعتدلة التي تقاتل لإجبار رئيس النظام السوري بشار الأسد على الرحيل".
وحمّل "مسؤولية بقاء الأسد في السلطة حتى الآن، لكل من روسيا وإيران"، مضيفاً أن "ما تقوم به روسيا الآن يختلف عما قمنا به نحن سابقاً، فهي تدعم نظاماً لا يرغب فيه معظم الشعب السوري".
وبيّن أوباما أن "روسيا ستقع في مستنقع سوريا، بسبب سعيها لإيجاد حل عسكري يضمن دعم الأسد، وبقاءه في السلطة"، مؤكداً أنه "من المستحيل إقناع الشعب مجدداً بأن الأسد ما زال قائداً".
وفي الوقت ذاته أبدى الرئيس الأمريكي استعداده الكامل للتشاور مع كافة الأطراف المعنية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وأشار إلى أن "هناك حاجة ماسة إلى معارضة معتدلة في حال حدوث مرحلة انتقال سياسي للسلطة في سوريا"، مجدداً تأكيده أن "الغارات الروسية لم تخدم سوى تنظيم الدولة الإرهابي".
وتابع قائلاً: "بخصوص دعم جماعات المعارضة في سوريا، قلت سابقاً إن الولايات المتحدة لن تفرض حلاً عسكرياً، لأن النظام السوري سيقع في نهاية المطاف، وفي هذا الإطار فإن بقاءنا على علاقة مع المعارضة المعتدلة سيعود بالفائدة علينا، فعند سقوط الأسد سنحتاج إلى من يجمع الأجزاء المشتتة في سوريا".
واعتبر أوباما أن "دعم بوتين لسوريا نابع من ضعف وليس قوة، وهو أرسل طائراته وطياريه إلى سوريا لعدم كفاية الدعم بالسلاح والنقود"، مؤكداً مواصلة مكافحة تنظيم الدولة، كما شدد رفضه لنظرية روسيا المتعلقة بوصف كل معارضي الأسد على أنهم إرهابيون.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الأربعاء الماضي(30|9)، أن طيرانها قام بأولى ضرباته في سوريا، مستهدفة المعارضة السورية التي تقاتل نظام الأسد.
وطالبت السعودية وقطر وتركيا والتحالف الدولي المناهض لداعش من موسكو وقف استهداف المدنيين والمعارضة السورية وتوجيه الضربات لداعش فقط. وقد أعرب الرئيس الفرنسي اولاند والمستشارة الألمانية ميركل في اجتماعين منفصلين الجمعة (2|10) عن قلقهما من استهداف المعارضة السورية وتجنب استهداف "داعش".
ويشير محللون إلى أن الأزمة السورية دخلت منعطفا حادا بالتدخل الروسي قد يسبب اضطرابات وتوترات كبيرة في المنطقة التي "تتربع" على برميل بارود من الأساس، على حد قولهم.
