تساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن كون سوريا ستشهد حرباً بين الدول الكبرى بعد أن تأكد إرسال روسيا لمقاتليها إلى هناك بعد إرسال قواتها الجوية سابقاً، التي اخترقت، الاثنين، المجال الجوي التركي.
وتقول الصحيفة إن قعقعة السلاح في سوريا وصلت إلى حد غير مسبوق بعد أن أرسلت روسيا قوات من المتطوعين للانضمام إلى المعركة، في الوقت ذاته الذي حذر فيه حلف شمال الأطلسي، روسيا من تكرار خرق المجال الجوي التركي، مشيرةً إلى أن الخلافات بين أمريكا وروسيا بشأن سوريا ليست بالجديدة، وخاصة فيما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن وجود قوات برية روسية على الأراضي السورية يمكن له أن يغير موازين الصراع جذرياً، بعد نحو أربع سنوات من القتال أدت إلى مقتل 250 ألف سوري وتشريد نحو نصف سكان البلاد.
وعلى الرغم من تأكيدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سوريا، فإن واقع الحال يؤكد أن موسكو أرسلت فعلاً تلك القوات، وهو ما شبهه الأدميرال فلاديمير كوموديوف بالسيناريو في شبه جزيرة القرم من خلال إرسال قوات إلى الجزيرة، وأيضاً مساعدة المعارضين الموالين لروسيا.
مسؤولون أمريكيون قالوا إنهم يعتقدون أن موسكو ربما تكون قد أرسلت نحو 600 عسكري روسي إلى سوريا، بالإضافة إلى أطقم طائرات مقاتلة، فضلاً عن وجود قاعدة روسية تم تجهيزها لاستقبال 2000 مقاتل قرب اللاذقية شمال غرب سوريا.
روسيا، وخلال الأسبوع الماضي، كثفت من طلعاتها الجوية في سوريا، حيث شنت عدة هجمات على مواقع بالقرب من تدمر التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، غير أن الأهداف الروسية ما زالت تثير خلافاً عميقاً.
وعلى الرغم من تأكيدات الروس بأنهم يستهدفون مواقع تنظيم "داعش"، فإن التقارير تشير إلى أن أغلب الضربات استهدفت مواقع تابعة للمعارضة السورية المسلحة حتى العلمانية منها، كما حصل مع جيش الفتح وفصائل من الجيش الحر التي سبق لأغلبها أن تلقى مساعدات أمريكية.
الإدارة الأمريكية أكدت مراراً أن الضربات الجوية التي تستهدف التنظيم يمكن لها أن تنجح إذا رافق ذلك انتقال سياسي ينتهي بإزالة الأسد.
الحديث عن وجود قوات برية روسية في سوريا، والاستعداد لشن هجوم على مواقع المعارضة، يشكل تنسيقاً غير مسبوق بين حلفاء الأسد، فبالإضافة إلى القوات الروسية سيكون هناك قوات من إيران وأيضاً حزب الله اللبناني، والهدف المحتمل لهذا التحرك البري قد يكون جيش الفتح في إدلب القريب من معاقل الأسد في الساحل.
حادث اختراق الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي، كان استفزازياً ومتعمداً كما وصفه مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو ما يرجح من احتمالات تصاعد الحرب في سوريا، إضافة إلى ما تركه التحرك الروسي داخل الأراضي السورية من صدمة في أوساط الفصائل السورية المعتدلة، فضلاً عن المنطقة بشكل عام، حيث دعت مجموعة من علماء الدين في السعودية إلى ضرورة التصدي لهذا العدوان الروسي.
ومنذ التدخل الروسي في سوريا لصالح نظام الأسد وتشهد المنطقة توترا غير مسبوق مع تفجر العديد من الخلافات الدبلوماسية والعسكرية. فقد انتقد إعلاميون سعوديون من المدافعين عن نظام السيسي تأييده للغزو الروسي وفق التوصيف السعودية، في حين بلغ التوتر حدا كبيرا بين أنقرة والناتو من جانب وموسكو من جانب آخر جراء ما اعتبره الناتو دخول قوات روسية للأجواء التركية بصورة متعمدة.