نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر إقليمية رفيعة المستوى ما قالت إنه تفاصيل الاتفاق الإيراني الروسي لدعم نظام بشار الأسد في سوريا.
وتقول الوكالة إن الاتفاق الإيراني الروسي لدعم الأسد يشمل نشر المئات من الجنود الإيرانيين الذين وصلوا أواخر سبتمبر الماضي إلى سوريا، استعداداً لهجوم بري واسع النطاق في الغرب والشمال الغربي السوري، كما تم تحضير نحو 3 آلاف مقاتل من حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى الجيش السوري، في حين سيكون دور القوات الروسية هو دعم القوات البرية جوياً.
الاتفاق الروسي الإيراني لدعم الأسد تضمن أيضاً توفير أسلحة روسية أكثر تطوراً لدعم الجيش السوري، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة للحلفاء للعمل جنباً إلى جنب بالإضافة إلى الحكومة العراقية، حيث أنشئت غرفة عمليات في بغداد وثانية في دمشق.
وتقول الوكالة إن التنسيق الروسي الإيراني وصل إلى أعلى مستوياته في سوريا لتلافي خسارة الرئيس السوري بشار الأسد مزيداً من الأراضي أمام المعارضة السورية.
تقرير رويترز يفند بعض الآراء التي تحدثت عن خلاف روسي إيراني حيال الأوضاع في سوريا وكيفية التعامل معها، حيث تنسب رويترز إلى مصادر دبلوماسية إقليمية قولها إن زيارة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري، إلى موسكو يوليو الماضي، تضمنت تقديمه شرحاً وافياً للروس حيال الوضع في سوريا، وكيف يمكن تحويل الهزائم إلى انتصارات شرط مساعدة وتدخل روسيا.
زيارة سليماني إلى موسكو كانت الخطوة الأولى في إطار التنسيق والتخطيط العسكري الروسي الذي يعيد ترتيب الحرب السورية، حيث أعقب ذلك وصول قوات برية إيرانية إلى سوريا، ثم جاء الدور على الطائرات الروسية التي صارت تقصف مواقع المعارضة السورية، وهو ما يؤكد وجود تنسيق منذ عدة أشهر بين حليفي الأسد، موسكو وطهران.
ووفقاً لمصادر إقليمية عليا فإنه من المتوقع أن يوسع سليماني دوره في سوريا، خاصة بعد أن سبق له أن خاض معارك برية إلى جانب الميلشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق ضد مقاتلي تنظيم الدولة.
سليماني الذي رسم صورة الصراع في سوريا للروس خلال زيارته في يوليو الماضي، كشف أن المعارضة تتقدم بشكل خطير إلى معقل الطائفة العلوية في الساحل السوري، وما يمكن أن يشكله من خطر على المصالح الروسية حيث تحتفظ موسكو بقاعدة بحرية في طرطوس.
ووفقاً لتلك المصادر فإن سليماني وضع خريطة سوريا أمام مضيفيه الروس، وكان القلق بادياً على الجميع، فالأمور تسير بشكل سيئ، إلا أن سليماني أبلغ الروس بأنه لا يزال هناك إمكانية لاستعادة زمام الأمور.
وتنقل رويترز عن ثلاثة من كبار المسؤولين في المنطقة، أن رحلة سليماني إلى موسكو سبقتها اتصالات روسية إيرانية رفيعة المستوى أنتجت اتفاقاً سياسياً على ضرورة دعم جديد للأسد.
وقبل هذا التنسيق، كانت إيران قد ساعدت الأسد عسكرياً من خلال تعبئة مليشيات شيعية للقتال إلى جانب الجيش السوري، بالإضافة إلى إرسال ضباط في الحرس الثوري الإيراني كمستشارين، قتل بعضهم هناك.
في حين زودت روسيا، حليفة دمشق منذ الحرب الباردة، الجيش السوري بالأسلحة، كما سعت إلى حمايته دبلوماسياً من المحاولات الغربية لفرض عقوبات على نظام الأسد بالأمم المتحدة.
غير أن هذا الدعم الروسي الإيراني، لم يشفع لنظام الأسد أمام تقدم معارضيه المسلحين على مختلف الجهات خلال السنوات الأربع الماضية.
وتنقل رويترز عن مسؤول كبير في المنطقة قوله، إن قرار تنسيق الجهد العسكري المشترك بين طهران وموسكو تم اتخاذه خلال اجتماع وزير خارجية موسكو سيرغي لافروف، والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي قبل بضعة أشهر.
ويشير المسؤول إلى أن سليماني المعين من خامنئي خصوصاً لهذه العملية، سافر بعد ذلك إلى موسكو لمناقشة تفاصيل العملية، ثم سافر إلى سوريا عدة مرات منذ ذلك الحين.
وتقول الحكومة الروسية إن تدخلها في سوريا جاء بناء على طلب رسمي سوري، وقد شنت الطائرات الروسية ضربات جوية مكثفة على مواقع المعارضة السورية خلال الأسبوع الماضي.
وإلى جانب ما نشرته "رويترز" فإن القاهرة تدعم الغارات الروسية في سوريا وهو ما عبر عنه بوضوح وزير خارجية مصر سامح شكري. وكان عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني إلى جانب ولي عهد أبوظبي قد زاروا موسكو الشهر الماضي في حين زعم أمين عام حزب الله حسن نصر الله أن التدخل الروسي تم التحضير له مع الدول المعنية في المنطقة.