أعلن مسؤول تركي أن حكومة أنقرة استدعت سفيري الولايات المتحدة وروسيا، الثلاثاء؛ لتحذيرهما من تقديم أي مساعدات للقوات الكردية السورية التي تقاتل تنظيم "داعش" المعروف في سوريا.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لوكالة "الأنباء الفرنسية": "لقد تم استدعاء سفيري الولايات المتحدة وروسيا إلى الخارجية، الثلاثاء(13|10)، لعرض وجهات نظر تركيا بخصوص حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري"، الذي تعتبره أنقرة مقرباً من حزب العمال الكردستاني.
وفي السياق ذاته، نقلت "رويترز" عن مسؤولين كبيرين، قولهما: إن "تركيا حذرت الولايات المتحدة وروسيا، إنها لن تقبل أن يحقق مقاتلو فصيل كردي مكاسب على الأرض، قرب حدودها في شمال غرب سوريا".
وأضاف أحد المسؤولين، متحدثاً عن إمكانية عبور قوات كردية سورية نهر الفرات، لتوسع نطاق سيطرتها في مناطق على الحدود التركية، انطلاقاً من كردستان العراق صوب مناطق ساحلية مطلة على البحر المتوسط: "هذا خط فاصل بالنسبة لنا، لا مزاح في هذا".
وتخشى تركيا أن التقدم الذي تحققه "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي يدعمها الجناح السياسي في تركيا لحزب الاتحاد الديمقراطي، على الجانب السوري من حدودها، سيذكي التطلعات الانفصالية بين الأكراد الأتراك في جنوب شرق البلاد، لكن واشنطن أيدت الوحدات الكردية كقوة فعالة في محاربة تنظيم "داعش".
وأوضح أحد المسؤولين أن "حزب الاتحاد الديمقراطي يتقرب، أخيراً، من الولايات المتحدة وروسيا، نعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي جماعة إرهابية، ونريد من كل الدول التمعن في تبعات تعاونها"، في حين تشك تركيا في أن روسيا، التي تشن غارات جوية في سوريا بدأتها منذ أسبوعين، تقدم الدعم أيضاً للوحدات وحزب الاتحاد الديمقراطي.
تأتي هذه التحذيرات بعد التفجير الانتحاري المزدوج، الذي وقع صباح السبت الماضي، قرب محطة القطارات، بالعاصمة التركية أنقرة، حيث كان يتجمع أشخاص قادمون من ولايات تركية مختلفة، للمشاركة في تجمع بعنوان "العمل، السلام، الديمقراطية"، دعا إليه عدد من منظمات المجتمع المدني، وأسفر الهجوم عن سقوط 97 قتيلاً، و246 مصاباً بينهم 48 حالتهم حرجة، واعتقلت السلطات التركية عدد من المتورطين تقول إنهم من تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي.كا.كا) المحظور في البلاد.
ولا تزال الخلافات بين واشنطن وأنقرة مستمرة حول الأهداف في سوريا إذ تسعى تركيا لإقامة منطقة آمنة لاستيعاب اللاجئين السوريين لتكون مانعا طبيعيا أمام حركات الانفصال الكردية السورية أو مواطنيها الأكراد.