قررت الحكومة الإسرائيلية، عزل الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة، عن باقي المدينة، عبر إقامة جدار أسمنتي في محيطها، لأسباب وصفتها بـ"دواعٍ أمنية".
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة الرسمية صباح الإثنين، إن "المستوى السياسي (السلطات السياسية) صادق على خطة لعزل حي العيسوية شمالي القدس عن سائر أحياء المدينة، من خلال إحاطته بسور وجدار مكون مكعبات أسمنتية وأسلاك شائكة".
وأوضحت الإذاعة "كما تنص الخطة على إقامة عائق يفصل، بين حيي صور باهر وجبل المكبر، جنوبي القدس ومستوطنة أرمون هناتسيف المجاوره".
وزعم مصدر في الشرطة للإذاعة أن "البدء في نصب الجدار الأسمنتي، أمس الأحد، بين حيي جبل المكبر وأرمون هناتسيف، إجراء مؤقت يهدف لمنع سكان الحي العربي، من إلقاء الزجاجات الحارقة والمفرقعات والحجارة تجاه الحي اليهودي كما حدث مؤخراً".
وكان عضو المجلس التشريعي في كتلة حماس البرلمانية عن مدينة القدس أحمد عطون وصف الخطوة الإسرائيلية بـ"الخطيرة".
وأوضح عطون "هذا الإجراء من أخطر ما تقوم به إسرائيل في مدينة القدس، خاصة من جانب تهويد القدس الشرقية، ومصادرة مساحات من أراضي الفلسطينيين، والأهم هو تحويل الأحياء الفلسطينية لسجون حقيقية".
وشرعت الشرطة الإسرائيلية الأحد(18|10)، بوضع جدار فاصل بين جبل المكبر، ومستوطنة أرمون هناتسيف في القدس الشرقية.
وقال شهود عيان "بدأت الشرطة الإسرائيلية، بنقل قطع أسمنتية كبيرة، لبناء جدار فاصل بين بلدة جبل المكبر في القدس الشرقية والمستوطنة".
وعمدت إسرائيل الأسبوع الماضي إلى إغلاق مداخل الأحياء العربية في القدس، بمكعبات أسمنت، بذرائع أمنية.
وتشهد الأراضي الفلسطينية وبلدات عربية في إسرائيل، منذ بداية أكتوبر الجاري هبة شعبية متصاعدة على خلفية الاستفزازات الإسرائيلية باقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى والسعي لتقسيمه زمانيا ومكانيا إلى جانب اعتداءات المستوطنين بحرق منازل وعائلات فلسطينية وممتلكاتهم بالضفة الغربية.
وأقامت إسرائيل في أعقاب "السور الواقي" وهي العدوان الإسرائيلي واسع النطاق الذي استهدف الضفة الغربية عام 2002 ببناء جدار الفصل العنصري الإسمنتي لعزل الضفة الغربية عن بقية الأرضي الفلسطينية المحتلة ولا يزال قائما رغم حكم محكمة العدل الدولية ببطلانه ومطالبة إسرائيل بإزالته. ويتوقع محللون أن بناء الجدار الجديد سيؤدي إلى تصاعد الهبة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال والجدار وهو ما سيتم ترجمته بتصاعد أعمال المقاومة لإفشال المخطط الجديد.