تزامنا مع استمرار تساقط "الرؤوس الكبيرة" منقيادات الحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله بالإعلان عن مصرع أحد قياديي قوات"الباسيج" الإيرانية، نادر حميد؛ متأثراً بإصابته قبل أيام في اشتباكاتبسوريا، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن المليشيات الشيعية العراقيةواللبنانية المدعومة من إيران تحضر حالياً لهجوم واسع لاستعادة مدينة حلب السوريةذات الغالبية السنية، وذلك نقلا عن قادة تلك المليشيات.
ويجري التنسق حاليا بقيادة قائد فيلق القدس الإيراني،الجنرال قاسم سليماني باستخدام القوى الشيعية من العراق ولبنان وإيران لدعم قواتالأسد المحاصرة في مدينة حلب، وبالتالي استعادة المدينة بشكل كامل، ومن بين هذهالمليشيات "مليشيا النجباء" و"سيد الشهداء" العراقيتين إضافةإلى ميلشيا حزب الله اللبنانية، فضلاً عن القوات الإيرانية التابعة لفيلق القدسالإيراني.
وأشارت إلى أن "ظهور سليماني كان يتكرر في المشهدالعراقي في ساحات المعارك، حيث كان يتولى مهمة تقديم المشورة للقوات العراقية التيتقاتل مسلحي تنظيم "داعش"، لكن ركود الحرب هناك على ما يبدو أدى إلىتحوله كقائد للميليشيات العراقية وأعضاء فيلق القدس في سوريا للإشارة إلى تغيير فيالأولويات الإيرانية".
وترى الصحيفة أن أهمية معركة حلب تأتي من أهمية المدينةذاتها والتي تتميز بمساحتها الواسعة إضافة إلى أهميتها كمركز اقتصادي له ثقله قبلاندلاع الحرب في سوريا.
ونقلت عن فيليب سميث، الباحث في الجماعات الشيعية في جامعةميريلاند، قوله "إن دور إيران آخذ في الازدياد بشكل واضح بمشاركتها في الخطوطالأمامية للصراع السوري، وبالنسبة لمعركة حلب فإنها ليست واحدة من أكبر عملياتتدخل القوات المفتوحة من قبل إيران ووكلائها خلال الحرب فقط، بل هي واحدة من أكبرجهود دخول للميليشيات الشيعية العراقية بشكل أساسي في سوريا منذ سنوات".
وأوردت الصحيفة نقلاً عن بشار السعيدي، المتحدث باسمميليشيا النجباء العراقية، قوله "إنه لا يوجد فرق بين ما إذا كنا في العراقأو سوريا، ونحن نعتبر أنفسنا في الخط الأمامي ذاته لأننا نقاتل نفس العدو".
وأضاف السعيدي، "كلنا أتباع خامنئي وسوف نذهب للقتالوالدفاع عن المقدسات والشيعة في كل مكان، وحركة النجباء قامت بإرسال تعزيزات إلىسوريا لعدة أشهر، وأن الطريق لتحرير الموصل يمر من خلال حلب"، في إشارة إلىمدينة الموصل العراقية التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" منذ أكثر من سنة.
ولفتت الصحيفة إلى وجود مئات من الجنود الإيرانيين التابعينلفيلق القدس الإيراني بالقرب من مدينة حلب استعداداً للهجوم على المدينة بقيادةقاسم سليماني وبمساعدة القوات الروسية.
وحول مقتل حميد؛ أفادت وكالةأنباء فارس الإيرانية بمصرع المسؤول في قوات الباسيج التابعة للحرس الثوريالإيراني، بعد إصابته قبل أيام في اشتباكات مع كتائب المعارضة السورية في مدينةالقنيطرة السورية.
وأضافت الوكالة أن حميد كان يقوم بدور تنسيقي بين قوات"جيش الدفاع الوطني"، وهو مليشيا شعبية أسستها إيران في سوريا لمساندةالقوات الموالية للأسد، وأن مراسم التشييع ستجري في محافظة خوزستان (جنوب غربيالبلاد) بعد وصول جثمانه من سوريا.
وقد أشار تقرير صادر عن معهد واشنطن إلى مقتل 113 إيرانياًفي الحرب السورية، من أبرزهم علي أصغري ومهدي خراساني، وهما عضوان في فيلق القدسوأول إيرانيين أعلن مقتلهما بدمشق في يناير/ كانون الثاني 2013.
وقبل نحو أسبوعين، قتل القيادي في الحرس الثوري حسين همدانيفي حلب، وكان مسؤولاً عن العمليات التي ينفذها لواءا الفاطميين والزينبيين اللذانأرسلتهما إيران لمساندة الأسد، فضلاً عن عمليات حزب الله اللبناني في سوريا.
وفي وقت سابق، نقلت وكالات أنباء عن احتشاد مئات العناصر منالحرس الثوري الإيراني في سوريا، لكن إيران تنفي وجود أي قوات عسكرية لها هناك،فيما تقر بوجود من تصفهم بـ"المستشارين".