أعلن قبل قليل مسؤولون أتراك عن موافقة أنقرة على بقاء بشار الأسد 6 شهور في إطار مرحلة انتقالية. ويعتبر هذا الإعلان تطورا ملحوظا في الموقف التركي حيال الأزمة السورية المنلعة منذ 4 سنوات ونصف إذ ظلت ترفض تركيا أن يكون للأسد أي دور في مستقبل سوريا او حتى في فترة انتقالية مقترحة ضمن بنود مؤتمر جنيف1.
وينص جنيف1 على تشكيل حكومة انتقالية الأسد ليس جزءا فيها. ويأتي هذا التحول التركي بعد نحو 20 يوما من التدخل الروسي في سوريا لصالح النظام وضد المعارضة السورية وعشية إعلان وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري بأن واشنطن تنوي البدء في مشاورات ومباحثات مكثفة بين أطراف الأزمة السورية مستثنيا إيران على أن تضم المحادثات تركيا والسعودية والأردن وروسيا بهدف "تجنيب البلاد التدمير الكامل" على حد وصف الوزير الأمريكي.
كما يأتي التصريح التركي الملف بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى أنقرة بعد نحو يومين من زيارة له ولوزير الدفاع السعودي محمد سلمان إلى موسكو وتحذير الرياض لبوتين من أن التدخل الروسي في سوريا سيكون عواقب وخيمة ومن "نفير سني".
وكانت تحدثت تحليلات في وقت سابق من أن الروس تدخلوا في سوريا لإيجاد موقف مشابه لعاصفة الحزم في اليمن بهدف الوصول لمرحلة التفاوض السياسي على جميع ملفات المنطقة كرزمة واحدة.
ولعل هذا ما يفسر قبول الحكومة اليمنية الشرعية الحوار مجددا مع الحوثيين في جنيف بهدف التوصل إلى تسوية في الفرصة الأخيرة قبل معركة صنعاء وفق وصف الإعلام الخليجي الرسمي وسط ترحيب سعودي وقطري بقبول حكومة اليمن الحوار مع الحوثيين، فيما بدأ الناشطون يتساءلون عن مدى نجاح هذه المساعي الدبلوماسية الجديدة والتي يمكن أن تجنب المنطقة المزيد من الحروب أو أنها مرحلة اللاعودة لجميع الأطراف من جهة، أو مدى جدية الأسد في تنفيذ أي اتفاق متوقع بهذا الصدد إلا إذا ألزمه الروس ذلك.