قالت المجلة الرسمية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، اليوم السبت، إن "داعش" قدم لروسيا خدمة كبيرة مع توجه العديد من المتطرفين الروس إلى مناطق النزاع في الشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى تخفيف التهديد الداخلي، فضلاً عن تلبية أهداف موسكو في المنطقة.
وأضافت مجلة "ناتو ريفيو"، في مقال رأي لها نشر بموقعها الإلكتروني، أن "داعش" سمح لموسكو بالانخراط في منطقة الشرق الأوسط تحت ذريعة التصدي لتمدد التنظيم بيد أن ذلك كان لخدمة مصالحه في المنطقة بطريقة غير مباشرة.
وأوضح أن عدد المقاتلين في صفوف "داعش" من دول الاتحاد السوفييتي السابق أو الكيانات الفيدرالية داخل روسيا كتتارستان أو بشكيريا يقدر بالآلاف، مقابل المئات من آسيا الوسطى، مشيراً إلى أن أغلبية المقاتلين ينحدرون من شمال القوقاز لا سيما الشيشان.
ولفت إلى أن هذا التدفق من المقاتلين الروس يعود بالفائدة على الكرملين، خاصة أنه يخفف من المشاكل التي عانى منها الرئيسان الروسيان؛ السابق بوريس يلتسين والحالي فلاديمير بوتين، خلال مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
كما أشار إلى أن التدخل الروسي في سوريا "لا يبعث برسالة للولايات المتحدة فحسب، إنما إلى العديد من الدول، لا سيما الدول العربية في الشرق الأوسط وإسرائيل، مفادها بأنه في الوقت الذي ينتاب حلفاء واشنطن في المنطقة القلق إزاء التردد الأمريكي تجاه ما يهدد المنطقة فإن في موسكو بديلاً جيداً".
وأضاف أن "الجانب الثاني المهم من المغامرة الروسية في سوريا أنها تحمل طلباً ضمنياً من موسكو لأوروبا بعودتها (روسيا) إلى حظيرة الغرب".
وأوضح أن الاقتراب من الغرب، لا سيما أوروبا، يعد أحد الأهداف الرئيسية للرئيس بوتين الذي يسعى لتأكيد أن روسيا يمكن أن تكون قوة رائدة في إنقاذ أوروبا والحضارة الغربية من خطر "العنف والتطرف الإسلاميين".
واختتم المقال بالقول: إن "موسكو واثقة تماماً بأن بقاءها في الشرق الأوسط سيمتد لفترة طويلة للعمل على رعاية مصالحها في المنطقة"، لكنه لفت إلى أنه "رغم خطط موسكو وعواصم أخرى خاصة بالمنطقة فإن التكوين الفعلي للأحداث يمكن أن يكون غير متوقع".
وزادت حدة التوتر بين الناتو وموسكو في أعقاب العدوان الروسي على سوريا الشهر الماضي ما دفعه لإجراء أكبر مناورات له منذ 13 عاما الماضية إضافة إلى توترها منذ نحو عامين بعد التدخل الروسي في أوكرانيا وضم القرم.